Views: 4
* الشاعرة والروائية شروق لطيف: القلم زهرة تُهدى، أو سيفٌ يُشهر في وجه الشر.
* كتب سعدالله بركات
((الشِّعرُ أيكةٌ تُغرِّدُ بها الحروفُ واحةٌ يلوذُ إليها كلُّ حصيفْ
وحيٌ وإلهامٌ كلمحِ طيفٍ باقةُ زهرٍ من كلِّ الصنوفْ )) *شروق
🌷في زمنٍ تتكاثر فيه الأصوات وتندر فيه الأصداء الصافية، تظلّ بعض الأقلام كنسمةٍ من ضوءٍ تهمس في صمت العالم فتوقظ الجمالَ النائم فينا.
من تلك الأقلام، قلم الشاعرة والروائية شروق لطيف؛ ابنة الإسكندرية التي ولدت بين الموج والحرف، فحملت في مدادها رائحة البحر ونقاء النسيم، وصاغت من انفعالاتها ألوانًا تتدرّج بين الشعر والقصص والفلسفة وبين بهاء الكلمة وعبق الإلهام وهي تفيض بالرقة والحنين.
في ملامح تجربتها الأدبية تمازج بين رهافة الشاعر وعمق الفكّر، وتجاور بين أسرار الإلهام، وموسيقى الكلمة، فضلا عن سحر الترجمة، وحكاية المزاوجة بين الشعر والرواية، و نتاج يراعها يفوح عبقًا من البيان، وضياءً من البصيرة، وصدقًا من القلب.
وعن لقبها كروانة النيل ، تقول: إنه يشي باعتزازي بمصريّتي، فالكروان لا يقطن إلا في مصر وعلى ضفاف نيلها، أما البلابل فهي موجودة في سائر بقاع الأرض.
ثانيًا، لعذوبة صوته وتغريده الشجي، وما الشعر إلا أغنية رخيمة تطرب لها الأسماع وتهيم في سماء الشجن.
ثالثًا، لأن الشاعر يحلّق في سماء الشعر بجناحي الخيال والشعور، وما أجمل التحليق والتعبير عن خلجات النفس بحرية تامة.
وشاعرتنا يأتيها الإلهام فجأة، دون موعد، في لحظة غير متوقعة، تباغت الشاعر على حين غرّة.
ربما تجتاح الشاعر عاطفة ما، أو ذكرى معيّنة، أو موقف حدث أمامه… فيترجم تلك المشاعر إلى حروف، يشكّلها بحدسه، ويصوغها بفكره. وترى حروف الشعر كأنها بصمة يد لكل شاعر أو شاعرة بصمة خاصة، فالحرف سفير للروح و مرآة للفكر ، وتضيف :
قد تكون الحروف بطاقة تعريف لصاحبها دون أن يخطّ اسمه، وإن لم تحمل النصوص روحه، كانت الحروف خاوية بلا معنى ولا تأثير..
لا تحبذ شاعرتنا أن يُصنَّف الشاعر في اتجاهٍ معين. فهي ترى إن حصر نفسه في الغزل فقط، أصبح عاجزًا عن التعبير عن باقي المشاعر.وتقول :أنا أكتب حين أنفعل، أثور تارة، وأنتقد بسيف قلمي تارة أخرى، أفحم كل إساءة، وأنثر الزهور بالقلم ذاته.فالقلم إمّا زهرة تُهدى، أو سيفٌ يُشهر في وجه الشر .
=========
*كاتب وإعلامي سوري – أمريكي

































