Views: 14
“أجابني الليل”
“البحر البسيط”
يا موطنَ العزِّ يا نور الضلالاتِ
يا معْلمَ الحقِّ في ماضٍ وفي آتِ
يا بنتَ كلّ هدىً يا أختَ كلِّ هوىً
يا أمَّ كل انبثاقاتِ المسرّاتِ
بك السعادةُ أسموها وكنتِ شذىً
لكلِّ من ينتشي زهرَ السعاداتِ
فمن حروفك للإيمانِ باب سـنًا
ومن سمائك َصبَّ المجدُ غيماتِ
يا أيها اليمنُ استشري بأوردتي
إني أحبُّك حبا فائقا ذاتي
إني أحبُّك لا زيفٌ ولا كذبٌ،
بداخلي كلُّ أصدافِ المحبّاتِ
حبي طويلُ المدى لا شيء يقْصِرُهُ،
فليسَ مثل هتافاتِ السياساتِ
باْسمِ المحبة عاثوا، دمروا بلدي
واستعذبوا سلخَها والانتهاكاتِ
وها أنا أقرأُ التاريخَ متّشحا
في رعشةِ الحبِّ نيران اشتياقاتي
لقد مضيتِ قديمًا في ابتهاجِ أبٍ
يعودُهُ يوسفٌ بعدَ انقطاعات
وكنْتِ كالبدرِ
في حلْق السماء وقدْ
زانَ الإلهُ به أُولَى السماواتِ
والآن ها أنتِ في سجنِ الأسى وبهِ
تصلينَ آهاً، صباحاتٍ مساءاتِ
ماذا أحدِّثُ؟ إن اللفظَ يخنقني
وعاجزاتٌ عن التعبيرِ أبياتي
ليلي الطويلُ يناديني هَلُمَّ هنا
واعكسْ تفاصيلَك القسوى بمرآتي
ليلي الطويل يقولُ اْقذفْ شراعك بي
ستلتقي فجرك السامي بمشكاتي
من أينَ أبدأ يا ليلي ولا لغةٌ
بداخلي غير أنقاضِ المعاناةِ
فكلّما أذكرُ الأمجادَ تحملُني
نحو الدموعِ الكثيفاتِ الغزيراتِ
أبطالُنا لم يزالوا للفِدا علمًا
أسماؤهم فوف أبوابِ الفداءاتِ
فتبّعُ المالك الأبحار سبعتها
وسيفُ همَّتُهُ تُدْني الصعوباتِ
وعمروُ إقدامهُ لا الأسدُ تقدمهُ
ولا جموعُ الضواري المستميتاتِ
والحضرميُّ جيوشُ الكفرِ حطَّمها
وقاد جحفلَهُ أسمى الفتوحاتِ
إذا تحدثْتُ عنهم لستُ أنصفُهم
أمجادُهمْ من طيوفِ المستحيلاتِ
ونحن نقتلُ بعضا دونما سببٍ
سوى الضياعِ، فضيعنا البطولاتِ
ولم نَعُدْ غيرَ أجزاءٍ مفتتةٍ
صارت هشيمًا وأضحت في الخيالاتِ
أجابني الليل نصَّاحا لنا ومضى
يلقي دروسا جليلاتٍ مفيداتِ:
يكفي دمارا وعودوا مثل غابرِكمْ
وارموا العداءَ كما رمي النفاياتِ
وعانقوا بعضَكم وابنوا مدائنَكم
وبلسموا في المدى كلَّ الجراحاتِ
ولوِّحوا بالإخا -لا الموتِ- في يدكم
وجدِّدوا رمزكمْ بالبنِّ لا القاتِ
سيبسم الدهر حتى تنتشوا طربا
ويرقصُ الشعبُ في أبهى اْنتصاراتِ
#حمزة_ذياب
2021/12/28
Discussion about this post