Views: 6
— صفحة من دفتر العشق 2
إليها .. في زحمة الغياب
.. في وَحدتي ، في المساءات الشتائيّة ،
يحاصرني طيفك ، و يزيد من ارتعاشتي ..
تغلقين عليّ كل النوافذ .. إلّا نافذة الروح
تطلّ على أمسنا .. تستيقظ الذكريات من غفوتها .. و يطلّ حنين و أنين .!
سعيد أنا بك .. شقيّ بحضورك مثلما هو
عصفور .. أطبقتْ عليه كفّاكِ
متعبٌ أنا .. أريد أن أسافر حدّ الغيم .. أتبع طيفك .. هناك في البعيد .. أبحر نحو شاطىء عينيك .. أريح مراكبي ..
أريد أن ألقي أثقال حزني و شقوتي ..
أريد أن تغتسل روحي من كل نقصاني و ظنوني ..أريد أن أغسل قلبي بدموعي ..
.. أنا مطارد من وساوسي .. محاصر من
عجزي .. أريد أن أبوحَ لك .. أفرغ كلّ
ما عجزت عنه كلماتي .. و أريد أن أكفّر
عن وعودي التي منّيتك بها ..
ها أنا اليوم .. أرحل إليك .. و أهجر خلفي
كلّ زيفي و كبريائي .. أفرّ من مسرحية
كاذبة ، ألبسوني فيها أدواراً ليست من
طبيعتي .. ها انا اليوم أغادر مسرح المدينة
و من خلفي أصحاب الأقنعة و المتسترون
بالفضيلة و المتدثرون بالرجولة الزائفة
هناك تركتهم يتبادلون الكذب بالكذب ..
و يبيعون الوهم بالوهم .. تركتهم و قد
خلت قلوبهم تحت وقع امتلاء جيوبهم ..
في المدينة ورائي ، لا وقت للحب ..
لا مكان للصدق .. لا فضاء للروح ..
هذا المساء .. و بين يديك ، أريد أن استمع
لنبض قلبي .. و أن أعلن لك عن حبي ..
أريد أن أعيش انسانيتي .. و أخلع رداء
الكِبر . لي قلب يصغرني .. مازال صالحاً
للعشق .. مازال يهزّه الجمال ، في الصورة
و اللحن ..
فيا سيدتي ، اقبليني حارساً في ظلّ
عينيكِ ..
– أحمد المثاني –
Discussion about this post