Views: 39
الإنشاصية جميلة الجميلات .
نظرة – ربما – على مغايرة فى نص لعمنا المبدع / ثروت
سليم الشاعر ثروت سليم سليم بعنوان ( رسالة حب ) .
ثروت سليم : ولماذا هذا الحب ؟؟!!
بقلم : ابن المحروسة
محمد أبو اليزيد صالح
( لولا الحب ما تواصلت مسيرة الحياة لأنه لب
الكون و مشيد الحضارات .)
ابن المحروسة
( حب الأوطان من الدين والإنسانية . )
ابن المحروسة
( لا يطهر الإنسان قدر الألم .)
حكمة
لماذا ؟
ولماذا يأتى الحب من هنا فينثال على هناك فى ألفة ووقار ؟؟! لماذا يكون هكذا سرمديا بلا قطيعة أو انقطاع فلا نعرف له من بدء ولا من منتهى ؟! لماذا ينداح بارا مزحزحا غارسا غرسه الطيب اليانع فى الأرجاء بأريحية البناة ؟!. لماذا يهل من تلك الموائل تحديدا من قديم ليلف الكون منزوعا من إهابه الضيق الذى اعتدنا إلى الفضاءات ؛ فضاءات الله الرحيبة القدسية ؟ !
جذور
إنها موائل الحضارات ؛ مستقرات التمدين الكبرى التى تشبعت بالروحانيات ؛ روحانيات الشرق بجذورها التى رسختها مناهل الأديان والإنسانيات . تدور الأزمان وتعيد دورتها وتبقى هى على ثباتها متحدية وما عداها إلى أفول وزوال لأن قدمها أوثق من كل بهت وبهتان . جاء الاستعمار !!!! … رحل الإستعمار !!! … شنوا حروب الأفيون على الصين …. استفاقت الصين وتعافت . نهبوا الهند واستنزفوا خيراتها …عوضت الهند ما فإتها ونهضت . أغتصبت القدس … ستعود القدس مكللة بالغار …. سادت إسرائيل …. ستباد إسرائيل . جدوا فى غيهم لتدمير المحروسة وسورية والعراق واليمن وليبيا والجزائر وتونس وغيرها حسدا وحقدا …. نجت المحروسة والبقية إلى نجاة محتومة . إنه صراع لن نقول صراع حضارات منطقى ، فما نحب أن نلوك ما يلوكه كثر كالببغاوات بغير تعقل بل إنه صراع إنسانيات وأخلاقيات تكون السيادة فيه لأبناء التحضر الحقيقى الأصيل دائما ، و هذا ما تسوقه لنا مؤكدة حقائق الواقع وطبائع الأشياء وأحكام الأزمان و قواعد المنطق . إننا تتعجب من أولئك المثقفين وأهل الفكر والأدب الذين يتعجلون الأمور فى شيئ أقرب إلى فقدان الأمل بينما المتحقق على أرض الواقع غير ذلك . قلنا سلفا إن التيارات الدينية المتشددة ستضمحل وتزول لأنها مضادة لصحيح الدين والإنسانية والأعراف الأخلاقية . وقلنا أن الثورات العربية الأخيرة هى ثورات حقيقية وإن انحرفت عن مسارها فى أحيان ، فهذه طبائع الثورات ؛ كبوات ونهوض ليتم الفرز ويعتدل الميزان ، ويكفيها أنها كانت جاءت بعد ركود ومظالم لتغير وقد أنجزت بغض النظر عن نسبة الإنجازات ويكفيها أيضا أن الشعوب هى التى انتفضت وهبت وهذا دلالة على أنها يقظة لا تزال وتعمل على أن يميز الخبيث من الطيب . ونقول أيضا بزوال إسرائيل لأن كيانهم على غير أساس ولنتأمل هبة الفلسطينيين جميعا فى أحداث غزة الأخيرة بما فيهم عرب الخط الأخضر و معهم كافة العرب فى جميع أقطار العالم العربى ، فلم ينس الجميع فلسطين وأوجاعها وهى بضع منهم ولكن الأعداء و قصار النظر منا لا يدركون .
.
فروق
فروق شاسعة تفصل مابين بشر وبشر حتى لتكاد تنعدم حتى أدنى صلة لكثر منهم بالإنسانية والأخلاق . خذ مثلا ما فعلته أميركا ومعها الغرب وربيبتهما إسرائيل بالعالم فى العصر الحديث وحتى عصرنا الراهن . إن مراكزهم الحضارية زائفة و إن توهم الكثير منا غير ذلك لأن جل تكنولوجياتهم
والمعارف إنما توجه للتخريب والخراب حتى الناصع منها ينحرفون به عن مساره دائما ويستغلونه فى الابتزاز والاستغلال والتربح المادى و بوسائل تدق حتى على الأريب لعل أبرزها الآن حروب الجيل الرابع الآن بإعلامها المدلس ومواقع التواصل برسائلها الخادعة . أتدرون لماذا ؟؟ لأن الأميركى وكذا الصهيونى جاءا من شتات وشعوب أوروبا همج فى أصولهم أى ليست لهم موائل حضارية أصيلةرصينة يلوذون بها أو تكبح جماح شططهم عند الضرورة ولذلك هم فى حقد مستعر على مواطن الحضارات الكبرى .
إنسانية وإنسانية … حد دقيق
تتحقق إنسانيتنا الحقيقية بطرق كثيرة منها الألم الشخصى والمعاناة الفردية ، ومنها التمدين والتحضر إن يكونا على غير زيف أو إدعاء ، ومنها الطبيعة الذاتية الأخلاقية التى تنفر من كل ماهو شائن قبيح . وهى أى ( الإنسانية الحقيقية ) قد تتحقق للإنسان العادى والمفكر والأديب والسياسى ، وبما أننا فى حديث عن الأدب فإننا سنقصر كلامنا عليه وحده وإن اقتضت الضرورة الآن أن نشير إلى هذا الضرب من الإنسانية فى المحيط السياسى على سبيل البيان والتبيين والتأييد والتعضيد والألفة والإيلاف .
كان المهاتما غاندى ابن الهند و نلسون مانديلا ابن جنوب أفريقيا – يرحمها الله – من دعاة السلام والإعمار ، ولكن هناك حد دقيق بين الباعث على ذلك عندهما . الأول سليل حضارة كبرى هى الحضارة الهندية بعلومها وآدابها وأخلاقياتها ، ثم إنه عانى من فظائع الإستعمار الإنجليزى فى الهند والتفرقة العنصرية داخل بلده وخارجها إضافة إلى سماته الذاتية ؛ أى أن تشيعه للإنسانية وإتخاذها كخيار كان بسبب مركب ؛ كونه سليل حضارة كبرى إضافة إلى ألمه الإنسانى الشخصى بسبب التفرقة العنصرية و كذاطبيعته الذاتية . أما الثانى مانديلا فاختلف باعثه ؛ فنهجه المقاومة ومناداته بالسلام بعد ذلك إنما لطبيعته الذاتية والمظالم التى وقعت عليه وعلى شعبه ؛ سكان البلد الأصليين من قبل المستعمرين الأوروبيين ، لكننا لم نسمع بحضارة كبرى شيدتها قبيلته الزولو أو القبائل الأخرى هناك .
إن ما ينطبق على باعث الإنسانية ونشدان السلام فى محيط السياسة ينطبق على باعثها فى الأدب . فأدب مرابع الحضارات الكبرى يختلف فى باعثه شيئا ما عما عداه من أدب ، وأظن أننا لن نتجاوز إذا ما قارنا بين الأدب الهندى ممثلا فى طاغور وضربائه وبين ما أنتجه و ينتجه أدباء إفريقيا فى كثير من دولها التى ما تزال تنهب من مستعمريها السابقين بعد الإستعباد المباشر وتجارات الرقيق . فكلا الأدبين على اشتراك فى تشيعهما للسلام والأخلاق والإنسانية من حيث طبيعة الأدباء الذاتية والألم الحادث من جراء الظلم والقهر والاستعباد ، غير أن هناك الباعث الثالث الذى يتوافر للأدب الهندى دون الأدب الإفريقى وهو كونه سليل حضارة كبرى كالحضارة الهندية ، وليس معنى هذا الحط من قدر الأدب الإفريقى على أى نحو من الأنحاء ، فقط هى إشارة واجبة تلفت نظرنا كلما أبحرنا فى دنيا الأدب والسياسة وبواطن علم وطب النفس . و لعل الملاحظ الآن على إدراك لم الأدب الأميركى على خفة تبصرها عين كل مدقق لأن لا أدب أصيل ينتجه شذاذ الآفاق .
ثروت سليم ….. منطلقات
إن منطلقات / سليم العامة هى هى منطلقات أديب مثل طاغور مع الفوارق المعتادة ما بين حضارة وحضارة ( المصرية والهندية ) و أدب وأدب لاختلاف البيئات والظروف المحلية والهموم العامة وطرق التناول وأولويات التيمات والمناهج الخفية غير المباشرة للحضارات التى يتشربها أهلها وتمنحهم خصوصيات معينة … إلخ .
من جهة المنطلقات العامة فثروت سليم إبن حضارة كبرى هى الحضارة المصرية بمكونها الفرعونى القبطى الإسلامى ، وهو
ابن محافظة الشرقية كمربع محلى ممتد مترام كان يضم بين جنباته مرابع تتبع محافظات أخرى الآن . والشرقية هذه تحوى مواقع أثرية فرعونية و قبطية وإسلامية فى صان الحجر وتل بسطة وغيرهما ، ولا تزال البئر التى انبجست للصبى عيسى وأمه البتول مريم عليهما السلام أثناء رحلتها
المقدسة فى أرض المحروسة مزارا للآن . ومن نافلة القول تكرار هجرة القبائل العربية إليها من شبه الجزيرة وغيرها وهذا يتضح من مسميات بعض قراها كبنى حسن مثلا .
و يشترك عمنا / ثروت مع كافة الأدباء الآخرين فى الخاصيتين الأخريتين فى اعتناقه لمبدأ الإنسانية والسلام بسبب تجارب ذاتية نجزم بتواجدها عنده وإن لم نطلع على تفاصيلها ومن جهة أخرى طبيعته الشخصية .
ثروت سليم …. لا تكفى رسالة حب واحدة
هذا النص للشاعر القدير / ثروت سليم رسالة حب يجب أن نتناولها على ضوء الخلفية التى أسلفناها من حيث اعتناق أبناء الحضارات الكبرى من الأدباء والأفاضل من الأدباء من غير أبناء تلك الحضارات لمبادئ الإنسانية الرحبة وإلا غمطنا النص حقه .
لقد نزع الشاعر / سليم النص نزعا فريدا من إهاب الحب الذاتى الضيق ليحلق به فى آفاق هنا والآن و هناك ووقتئذ .
لقد حلق بنورانية الإنسانية وشفافية الأخلاق حتى غدا النص
صالحا لكل عصر ومصر ، وهذا من سمات الأدب الطيب الذى نستزيد منه لأنه فى الحقيقة رسائل حب وليس رسالة حب واحدة ولذلك فالعنوان عندنا على أحاديته الظاهرة إلا أنه على تكثيف وتركيب .
_____________________
الأبجدية صوت حرف الحاء قلب يدق متيما بالباء
_________________________________
فالحب رزق الله نور جلاله. والأرض ما عشقت بغير سماء
والحب نور الله .. شرع نبيه صلى الإله على أبى الزهراء
__________________________________
هذه الأبيات دلالة عندنا على أشياء منها تمسك الشاعر بلغته العربية ؛ لغة القرآن الكريم وإبرازه لروحيتها البديعة ؛ روحية الحب نطقا بالصوت وسمعا بالأذن لدقات القلب لأن اللغة من عناصر الهوية الأساسية . والشاعر يسرى بنا ويعرج من الأرض إلى السماء فى اندماج وتمازج و انصهار وذوبان فى تكاملية نلمح فيها اقتداء أو تناص _ للدقة _ غير مباشر بكتاب الله الكريم والسيرة النبوية فى رحلة الإسراء والمعراج . إن ذكر الشاعر أن الحب رزق الله وشرع
نبيه لهو تأكيد على تمسك الشاعر بالمثبت الأساس وهو الدين
وتأكيده على أن الحب هو غاية هذا الدين السمح وفى ذلك
منافحة عن الدين الذى ألصق به ما ليس فيه زورا وبهتانا ولعله الرد أيضا على أعداء الوطن والإنسانية من المتطرفين لأننا بعد الإطلاع على ما طالته يدنا من إبداع الشاعر وجدناه يغلب خيار الوطن بلا ديماجوجية ولا ادعاء .
______________________
بالحب قال الله فى قرآنه لنبيه فى ليلة الإسراء
إقرأ .. وعلم آدم الأسماء من وحى الإله دقائق الأسماء
_____________________
إنها همومنا تشغل بال الشاعر فى مزج بديع بين الدين والعلم والحب ومن تلك الهموم الجهل . إننا أمة ( إقرأ وعلم ) ، وهذا
حالنا ؛ عالة على الآخرين فى كل شيئ حتى أننا لا نفرق بين غث ما يأتينا أو نسعى إليه والثمين . سخرية مبطنة من الشاعر ورثاء لحالنا وما آلت إليه أمورنا هكذا نرى ما يسوقه لنا الشاعر .
_____________________
بالحب كن أقوى الرجال ولاتكن بالحب
محسوبا على الضعفاء
فالحب علمنا الحضارة فاعملوا
بالحب وانتصروا على الأعداء
____________________
إيغال فذ فى أغوار النفس الإنسانية لشاعر مجرب حصيف خبر أحوال الناس كونه سليل حضارة كبرى و بالتأمل والاطلاع على دراسات علم النفس ، إذ من الحب ما يعلى من شأن النفس ويوقر الذات ، ومنه ما يحشر صحبه فى زمرة الضعفاء إن لم يرشد ويقنن ، وتلك خبرة يود الشاعر لفتنا إليها وكأنه يمجد العقل الذى عليه مناط الرشد والترشيد وتشييد الحضارة ، فالحب الصحيح هو العقل وكأنه يسترشد بالآية القرآنية ، ( أفلا تعقلون . ) . والنص وثيقة إنسانية عظيمة تليق بابن من أبناء المحروسة كعمنا / ثروت سليم .
هذا نص يحوى من الدرر الكثير غير ماذكرنا ، رأينا أن نقطف من أزاهيره ما تيسر لنا فى تناولنا ذاك المقتضب خشية الإطالة فلعل فيما ذكرنا ما ينقع ولو بعض غلة .
ابن المحروسة
محمد أبو اليزيد صالح
الإنشاصية
النص كاملا :
———
الأبجديةُ صَوْتُ حَرْفِ الحَاءِ // قلْبٌ يَدُقُ مُتيَّمَاً بالباءِ
والحُبُ دونَ الصدقِ وَهْمٌ ضائعٌ // مهما تقولُ قصائدُ الشُعرِاءِ
عَطَشٌ بِلا مَاءٍ ..سَرابٌ خادعٌ // والنَهرُ لا يَجري بغيرِ المَاءِ
والتائبونَ من الذنوبِ كأنهم // قد أذنبوا في الحُبِ دونَ وفاءِ
فالحُبُ رزقُ اللهِ نورُ جلالهِ // والأرضُ ما عَشِقَتْ بغيرِ سَمَاءِ
والحُبُ نورُ اللهِ.. شَرْعُ نبيِهِ // صلى الإلهُ على أبي الزهراءِ
بالحُبِ قالَ الله في قُرآنهِ // لنبيهِ في ليلةِ الإسـراءِ
اقرَأْ ..وعَلَّمَ أدمَ الأسماءَ مِن // وحيٍ الإلهِ دقائقُ الأسمَاءِ
يا أيُها العُشَّاقُ توبوا للذي // جعلَ القلوبَ مآذِنَ الأضواءِ
عَلِمَ الوفاءَ فكلُ سِرٍ عندهُ // جهرٌ ..وليسَ بخيفةٍ وخَفاءِ
قرأ العيونَ.. فكلُ عينٍ لا ترَى // إلا بعَينِ اللهِ للأشـيـاءِ
مَلَكَ القلوبَ وكُلُ قلْبٍ عندَهُ // وسِعَ الفضاءَ بقُدرةٍ وقَضَاءِ
بالحُبِ كُنْ أقوى الرجالِ ولا تكُنْ // بالحُبِ مَحسُوبَاً على الضُعفَاءِ
فالحُبُ عَلَّمَنَا الحَضارَةَ فاعملوا // بالحُبِ وانتصروا على الأعداءِ
أنا لستُ من غاوٍ لأتبع شاعراً // ضلَّ الطريقَ لمعهَد الأُدبَاءِ
لكنني شيَّدْتُ صَرحاً شَامخَاً // ليَسيرَ كُلُ العاشقينَ ورَائي
لا تَخدَعوا.. فالخادعونَ بنارهِ // والصادقونَ بجنَّةِ السُعدَاءِ
ثــروت سليم
Discussion about this post