Views: 8
*إذا غنّى الصباح*
تُغازلُكَ الطبيعـةُ كلَّ فَجــرٍ
بألـغـــازٍ مُـكــرَّرةٍ بَـلــيـدةْ
ولايحـنو الصباحُ علـيكَ الّا
لأنكَ لعــبةُ الحظِّ الوحـيدة
خُلِقتَ لتعمرَ الدنيـا وتشقى
وبعدَهــُما نهايـتـُكَ الأكــيدة
تَعالَ معي لنشــهدَ ما تَبـقّـى
مِنَ الإنسانِ والسننِ الحميدة
وكيفَ تَدقـّنا الأعــوامُ دقـــاً
وتحـملُنا إلى حِقَبٍ بــعــيدة
فيَرجـِعُ بعضُــنا تِبْـراً مُـــنَقى
وياقــوتاً وجــوهـــرةً فريدةْ
وينبُتُ لحمُـنا عشــباً ورزقــا
لأجـــيالٍ وأجــيالٍ عــديــدة
أيدهشُـــكَ الربيعُ إذا تحـــلّى
مِنَ الأجسادِ بالحللِ الجـديدةْ؟
فهذي الروضـةُ الغَنّــاء جـيشٌ
منَ الفقراء والأمـمِ الشـــريدة
وتلكَ الــوردة الحمــراء بنــتٌ
جدائـلُــها كأبيــاتِ القصـــيدة
وفـي زهــرِ البنفسـجِ قلبُ أمٍّ
تَعَسَّــرَ طَــلقُها فغـدت شَهيدة
ونخلةُ بيتنــا شــيخٌ تــخــلَّى
عن الماضي وغلغلَ في الجريدة
إذا غنّى الصـباح أرى عصوراً
مِنَ الأوجاعِ والمحـنِ العنيـدة
……………
نوال
Discussion about this post