Views: 9
تحليل قصيدة كيف أسلبك لثوان؟ للشاعرة منال بركة Manal Baraka
الحلقة الأولى بعد المائة
البداية بعنوان يثير الحيوية والانتباه ..في استفهام يبين اللهفة والحيرة معا علي الحبيب الغائب
نقديا ..البداية باستفهام يثير النشاط والحيوية ثم يفسره ما بعده من سطور …تبين الكاتبة أن البعد أو الفراق يجعلها شخصا آخر حتى في خيالها ..فتتحول فى حالة استغراقبة تكاملية إلى الحبيب ..ثم المفارقة بين الأمل الذي أصبح كالرمال التى أنثرها دومات البحر والأمواج ..
والفراق الذي يمثل نيران بصيغة الجمع للكثرة..ونكرة للتهويل والشدة ..هذا الفراق الذي يبدد الأمل ..
مفارقة توضح المعاناة التى تعيشها الشاعرة في ظل هذا البعد المؤلم ..
ثم تتصاعد الأحداث وتتطور وياتى الزمن هو الآخر ليكمل مسيرة الألم والمعاناة..فهو العقاب الذي يطير الراحة والنوم من العيون بتكالبه وشراسته ..
هى لا تسمع إلا الظنون التى تكاد تقتلها ..ثم تراسل الحواس الجميل فى أبصر زوابع ظنوني في صورة حصرية ثم صوت المفاتيح والسيارة ..كلها خيالات تتمنى أن تعود لها مع اليقين الحالم عندما كانت تتسلم من الساعى الخطابات والوعود والزهور ..استخدام هذه الوعود في صورة استرجاع الذكريات الجميلة التي نعيش عليها أو مايسمى في النقد الأدبى بالفلاش باك
..لكنها تعود وتصطدم بالواقع ..فتري قلمها قد توقف عن العزف أو أصبح أخرس ..حتى أدوات الكتابة من أوراق أو أفكار قد تحولت إلى أعداء لا تساعدها بل تقف ضدها
..الأجمل أن تأتى الكاتبة بالشيء ونظيره القلم والأوراق
وهو مايسمى مراعاة النظير في المدرسة النقدية ..
ثم معركتها مع هذه القوات والأدوات فتمزقها وتنثرها ..
ثم تعود الاستفهام مرة أخري وكان حالة الاستغراق تأخذها وتعيدها مرة أخرى ..ثم الحوار الافتراضى أو المونولوج بين الشاعرة والمحبوب المفترض
ثم تبين فى صورة المضارع أنادى ..أناجى ..أعتذر ..لبيان استمرارية المعاناة والألم.
فهى تناجى الدمعة وتعتذر للشرفات..ثم في حالة هيسترية تصاعدية من أثر الفراق الشديد ..تأتي بالاستفهام المحير أين صوت الشمس لبيان الحيرة ..
ثم تراسل الحواس أتت بالصوت قبل الصورة ..الشمس ليس لها صوت ..ومع هذا الفراق تتوقف الحياة وتسكت الطبيعة ممثلة في موت العنادل وغياب القمر وانعدام الحياة ..وكان الحياة تنتهي بهذا الفراق الموجع ..
صور تتابعية ارتدادية تبين الأثر المؤلم للفراق خاصة فى حالة الاستغراق الشديد التى تعيشه الشاعرة ..
لم يغب عنها في هذه التجربة أن تتنوع فى استخدام المصطلحات النقدية من مفارقات ..تراسل الحواس ..
والفلاش باك ..والحوار أو المونولوج المثير للحيوية..
قصيدة عنيفة عميقة عاشتها الشاعرة وعيشتنا معها في صورة صدق فنى بديع
……….
القصيدة
كيف أسلبك لثوان؟! ____
حين بعدك أنا لست أنا
حتى ظلي المُكابر يصبح أنت
والأمل حبات رمل تلهو بها دوامات بحر
البعد نيران شرسة تلتهم صوت الصباح
تغتال التفتح والرواء
الزمن يعاقبني يشعلني شيبًا من رماد
ساعاته سخيفة تنقر رأس الوسائد
لا أبصر إلا زوابع ظنوني
صوت السيارة
صوت المفاتيح
رنين اسمي والخطوات
اليقين هو ما تسلمته من ساعي البريد
خطابات ذكية
زهور محنطة
ووعود واهية
ليت اللقاء هو اليقين
حتى لا تبحث النبضات عن نبضة
والنبضة تبحث عن قلب
هذا قلمي صار وترًا في كمنجات خرساء
وأوراقي وأفكاري وأنا خصوم
نتشاجر فأمزقها وأطيرها في الهواء
فتهوى على ركود وجمود
يا تائهًا فيَّ كيف أسلبك لثوان؟!
قل لي كيف توهتني فيك
والتيه فيك تائهًا يرميني في اللامدى؟
أتقطر هشاشة
أناجي الدمعة في أحداق الحيرة
أنادي الطيف من الصورة
أستنطق جماد الحاضر
وأعتذر للشرفات الساهرات
والسؤال ضج متسائلًا
أين صوت الشمس
لماذ مات غناء العنادل
لماذا ابتلعت السماء قمرها
وابتلعت الأرض الحياة ؟!
Discussion about this post