Views: 231
الأمثال الحموية في الحياة اليومية
الأدب
عن البنت منذ ولادتها ولغاية انتقالها الى بيت أهل زوجها
اعداد ماجدة العلواني الكيلاني
لم تأِت الأمثال الشعبية من فراغٍ أو عدم خبرةٍ بل هي حصيلة تجارب الحياة، فهي بجُملها القصيرة والمختصرة ذات الفواصل المتشابهة والحروف المتماثلة تشبه السجع وهي قادرةٌ على شرحِ موقفٍ أو سلوكٍ ما، فهي تمثّل حياة الشعوب وتقاليدهم وأعرافهم التي توارثتها الأجيال ولم يزل بعضها يختصر مقولة: (خير الكلام ما قلّ ودلّ) وكما قال الجاحظ: خير الكلام ماكان قليله يغنيك عن كثيره.
لا تزل الأمثال الشعبية حتى اليوم تحاكي أدق تفاصيل حياتنا على الأصعدة كافة، ولها مكانة ً مرموقةً في ذاكرة البعض التي أبدعت في استحضارها لمواجهة موقف ما سواء كان حزيناً أم سعيدا. لكن اليوم بدأ هذا التراث يتراجع كثيراً حتى أن أغلب الناس لايعرفون شيئاً عنه.
لقد حاولت أن أكتب باللهجة العامية بعض الأمثال في قالب قصصي وقصدي من ذلك التذكير بالأمثال أرجو أن تنال إعجابكم.
يحمل الناس هم البنت من لحظة خروجها للحياة والأمر الذي يزعجك أن من يحمل همها هم الغرباء أكثر من الأهل ذاتهم على قولتهم (هم البنات للممات) و (تربيتها خسارة، وحلقها مغارة).
وبس كبرت شوي بتصير العين عليها لأن البنت بتكبر قبل الشب.
بتقول الأم لبنتها قومي ماما جايينا الجيران (كنس بيتك مابتعرف مين بدوسو، وغسل وجهك مابتعرف مين ببوسو).
وبيجو رفقات الأم وبلزقوا شوهاد؟ يخزي العين مابتعطينا هالبنت للشب يلي عندي ؟
(منحط خبزاتو على جنباتها) والله ييسر أمرهم؟
ويعني أنت بصير عندك صهر مثل ما بقول المثل (الصهر مسند الظهر).
وبترد الأم وهي مصدره وشايفة حالها وبدها عامود يسندها لاوالله بدي علمها وتصير دكتورة .. (خلي الكحيلة على معلفها، ليجي موالفها).
وترد الصديقة وهي تشفط فنجان القهوة مستنكرة: لشو العلم ولعية القلب خيتو حتى تتوظف؟ قال يلي: (بطالعو السمرة، حق بودرة وحمرة) .. اسمعي مني (جوازة البنت سترة) يعني على أساس هي مكشفة.
وبيجوا بعد فترة وبيشهقوا .. بنتك كبرت! زوجيها ! يعني (الرجال لو فحمة بالبيت رحمة) .. إذا جبلها (كماجاتها) ماشي الحال. بكرة بقولوا (كتروا خطابها وبارت) ولما (أجاهاعريس قالت أعور مابريده).
بتسمع الحكي البنت وبتقول لأمها مابدي أتجوز هلق (خلي العسل بجرارو، لتجي أسعاره).
يابنتي البنت هلق بعزها مثل (صقاطة باب الدار،الخطابين حولها كتار) وبعدين يابنتي مثل مابقول المثل: (بتنفق مية صقاقية، لتنفق ست محظية).
البنت بتجاوب : ياماما أنا مبسوطة عندكم يعني مثل مابقول المثل (تفتلي يازهيري، مافي بالدار غيري) ومثل مابتعرفي (يلي عند أهلو على مهلو).
لكن يابنتي اسمعي نصيحتي (لانك أحمر خد، ولا أأصل جد)
يعني ارضي بقسمتك (والنصيب بسكت الحكواتي)
واقتنعت البنت أن (عريس من عود، ولا القعود).
ولما بيجي العريس بصير النتف فيه يابنتي اطلبي منه كل شي (ترا بعد العرس مافي قراص).
وبتبلش الروحة على السوق والعزايم من العريس يلي قرب يفلس ويطلب منها تدفع شوي وتساعده، بتقلو: ليش خيوووو حل كيسك (إذا بدي أصرف من كيسي، مابسميك عريسي) بعدين (يلي بدو يعمل جمال بعلي باب الدار).
قال (يافرحانة بتياب عرسك يا ما وراك من رزايا) كنت لاتخطبني (على قد بساطك مد رجليك) يا (فتاح بابك وافتخر، يا إما سكرو وانستر).
وشوف (كل عرس وإلو قرص) لاتظن (إنا عشقنا حلقتك وجنينا).
وصار العرس والتموا المعازيم مابعرف شو خصهم؟
قال: (البغض من القرايب، والحسد من الجيران).
قالوا: (الفرح لتنين وقلة العقل لألفين).
ولماخلص العرس وراحوا الناس مثل ما بقول المثل :
(واجتمع العريس بالعروس، وطلعوا المعازيم مثل التيوس).
تاري بلا طول سيرة هالعريس داخل على طمعة (الصهر أول سنة عروس، وثاني سنه جاسوس، والثالثة حية بسبع روس)
يالطيف الطف وبلش التعليم من الحماية و(بنت الأحمى النكاشة) على هالكنة مع أن (الكنة كننها بتكن وجننها بتجنن)
وفقع عقل الكنة وصارت تقول (الحماية محمة، وبنت الأحمى عقربة مسمة، وعمنا الكبير ما يدخل الجنة).
سمعها العم وهي عم (تهر وتبر) وقلها شو قلت ولك..؟
قالتله ولا شي ياعمي عم بقول: (الحماية حمام، وبنت الأحمى بركة وشادروان، وعمنا الكبير بيدخل الجنة أوام قالها آه يامقلبة الكلام).
وبلشت الكنة تشتكي للجيران طبعاً قال: (مين فضح بيت الأمير الكنة والأجير)
والجيران صار فيهم (كل مابردت بيجي الأعور بحميها) يعني بزيدوا الطين بلة.
والحماية دبقتها لكنتها على الصغيرة والكبيرة إذا نامت شوي بتقلها (مكتوب على ورق الخيار يلي بيسهر بالليل بنام بالنهار).
وإذا تمكيجت وحطت حمرا بتقلها شو هاد على تمك حمرة إيه روحي شيلها لأن (الحلوة من حمامها، والبشعة من منامها)
و(الحلو حلو لو قعد من النوم، والبشع بشع لو لوتغسل كل يوم).
بتجاوبها وبتقلها أنا حلوة مثل عمتي طبعاً مابقولوا (خدوا البنات، من صدور العمات).
ردت بنت الإحما وقالت (البرغوث قال للبقة، يضرب الشرشوح إذا ترقى).
الكنة ماسكتت وقالت وطلعت شاطرة لخالتي بالطبخ، الحماية بحلقت عيونها وقالت :أنو طبخ هاد؟ (دخانك عمانا، وأكلك ماجانا).
ولما رفقات الكنة بروحو كلهن على المطبخ ليعملوا قهوة ويتسلوا بتقلهم ماخلصت الطبخة؟ قال: (ست وجاريتين، على قلي بيضتن).
حماتي مابستغرب قال (مكتوب على باب الجنة، بعمرها حماية ماحبت كنة).
ولما صارت تتوحم هالكنة وتتدلل قالتلها لما كنت قدك كان عندي ولدين قال (ستي صفرا، وأجاها الوحام). و(الجمل عرج من شفتو).
وإن شافتها مستمرضة وعم تاكل بتقلها: (يلي بياكل رغيف، مانو ضعيف، ويلي بياكل زبيبة، مافيه ضريبة).
وإذا شافتها حاطة صيغتها بتقلها يووو (لابق للشوحة مرجوحة ولأبو بريص قبقاب).
ضحكت الكنة ضحكة غيظ وطقيق وقالت: ههههههه ( يلي بقلها جوزها ياسارة، بتحبها أهل الحارة)
وليكي حماتي (يلي عاجبه عاجبه، ويلي ماعاجبة ينتف حواجبه).
بتضحك الحماية بمسخرة وبتقول: تجيه نكبة حظ ابني لو آخدتك على الحمام قبل ما أخطبك لأن مثل مابقولوا: (عبلاط الحمام، بتبان القرعة من أم شعر).
تتمة
بترد الكنة لا ياحياتي ياحماتي (مادام جوزي معي بعد النجوم بإصبعي) وبعدين (سمرا ونغشة، أحسن من بيضة ودفشة).
الحماية مابتسكت وبتقول: ههههه ريتو ماصار هالنصيب (ريتو أعمى كتاب الكتاب) هاد ابني ما شاء الله حولو (صام صام وفطر على بصلة).
بترد الكنة شو قلت حماتي حياتي شو قصدك؟ بتقول الحماية: ولاشي (يلي بتاخد قصدي على سوء نية، إن شاء الله تركبها بلية).
شو شو شو؟ قلت؟ قال (رضينا بالبين والبين مارضي فينا) خطبوني الأمراء والملوك بس حظي طلع مع ابنك قال: (حظ السمرة بالورقة وحظ البيضا بالتنور)، (حظ عطيني وبالبحر ارميني).
ردت الحماية وقالت : (الحظ للقرعة وأم ناب،ويلي ديلها على التراب).
مامثلي لما كنت صغيرة كنت قمر لكن أيامي كلها تعب وبتبكي وبتقول (شو بدي أتذكر منك ياسفرجل كل عضة بغصة).
شو قصدك حماتي حياتي قال : (رضينا فيه والمخطة على تمه، لاعجبناه ولاعجبنا أمه).
بتجاوبها الحماية بمسخرة وبتقلها: هههههه قال (كبرت البتنجانة ودندلت جراسها، ونسيت الزبل يلي على راسها).
والله صح مثل ماقالوا مابتبان أخلاقها لحتى يصير إلها سنة وعندها ولد: (لتسني وتضني) .. (كبرت الدبانة، وصار إلها بيت وخزانة)
جاوبت الكنة بقهر (الحارة ضيقة والحمار لباط)
طق عقل الحماية وقالت: (دقي الباب بتسمعي الجواب).
وعند ما لبست فستان حلو قالتها هاد هدية من أهلي قالتلها :
شو أهلك ماأهلك؟ (قال ادعكل يافولي، الجلب جلب جوزها، وبتقول أهلي جابولي) آه لو كنت أعرفك هيك دفشة ماكنت جوزتك لابني.
شو شو حماتي كيف مابتعرفيني (الحيط على الحيط، وتنكة الزباله سوا) .. (حارتنا ضيقة، ومنعرف بعضنا)
قالت الحماية : الله يعينك يا ابني (بتشوفها بتقول ذهب، بتعاشرها بتقول أبو لهب).
قال (ياكنتي يامرة ابني، مافيك شي بيعجبني، غير الخطوط والحمرة ولسانك التاعبني).
جاوبتها الكنة: (حماتي بطبريّا، وصوتها واصل ليّا).
وتابعت كلامها وقالت: (الكنة مثل المراية، مثل مابتفرجيها بتفرجيك).
ورجع الابن وشاف مرتو ضابة بقجتها وعم ترجف وشفايفها زرق.
وقالت غضبانة (البيت الرباني مابينساني).
لا يابنت الحلال طولي بالك (كل عقدة وإلها حلال)
قالتلو حاولت خليها تحبني مامشي الحال (قال حبني وخود جحش، قالو المحبة ما بتندحش دحش).
وأضافت قبل ماتطلع من باب الدار وماعم بتشوف قدامها وبقت هالبحصة (ياحماية ما كنت كنة، قالت كنت ونسيت).
والحماية ماسائلة وشمتانة وضمت ابنها وقالت بكرا بخطبلك ست ستها كلهم بيقتلوا حالهم على صرمايتك .. قال يعني صرمايته ذهب هههههه.
سمعتها الكنة وقالت لدج هالكلمة الأخيرة: (على ابنها حنونة، وعلى كنّتها مجنونة).
وهو زعل وقال لأمه: (الكنة عدل ملح، الحماية مابتشيلو).
ياأمي الكنة (كننها بتكن، وجننها بتجن).
وراحت لعند أهلها قالولها (كلي رغيف، وزتي عشرة).
صحي مثل مابقول المثل (البنت إذا سلمت من العار بتجيب الصهر (العدو) على باب الدار).
(رجوع البنت للأساس، أثقل من الرصاص).
وبس رجع زوجها يصالحها بيتدخلوا الأهل مثل مابقول المثل :
– (طليقك لا ترديه، وعشيقك لا تاخذيه).
شو أحلى من الحلاوة، قلو الصلح بعد العداوة).
روحي صالحي حماتك يابنتي مالك إلا جوزك وبينك.
(اجرح وكبر الجرح، مابعد العداوة إلا الصلح).
ويستمر الجدال بين الحماية والكنة إلى مالا نهاية.
بالرغم من أن هذه الأمثال شائعةٌ وتنطبق على الكثير من الشعوب أو المجتمعات، إلاّ أن انطباقها على مجتمعاتٍ أخرى ليس أمراً حتمياً، وهذا جزء بسيط مما أحفظه من الأمثال كتبته بطريقة قصة وهذه الأمثال الشعبية من أمي وصديقاتها وعندي منها الكثير، وبعضها لايكتب ولايقال خجلاً.
ماجدة العلواني
Discussion about this post