Views: 0
تبدت له الصحراﺀ أرضا سما بها
سرابٌ من الآفاق تحت سحابها
وأرسل ظلُّ الرمل ضوﺀَ وفائه
وثعبانه المجنون يجثو ببابها
وبيني وبين الناهضات إلى السرى
صبي يعاطيني ندي شرابها
فأقسم إن الكون مهد حضارتي
ويقسم إن الموت فوق ركابها
ولي عند أحلامي تورد واحة
يُغطَّى احتراقي من سحيق ضبابها
وأشكو وما شكواي إلا جهالة
تعمر في عمري سواد قبابها
وتزرعني وهما على أي ضفة
ويحصدني شوكا سقيم خطابها
وكم كنت والأيام تعصر خافقي
وتطعمه الدنيا نزيف عقابها
ويهرب مني الفجر رغم انفجاره
وتبقى شظايا الروح قمح ترابها
وأعبر نهر المترفين تقودني
بغي .. هواها من جحيم خرابها
على وجع الأيام أمشي وهمتي
تُقطّع مقتولا صحيحَ كتابها
وحولي أفاع كم تبدل جلدها
وجاﺀت يغاويني بريق لعابها
على صخرة ملساﺀ كانت تقودني
ليسقط في جبي عواﺀ ذئابها
ومن لي إذا ما مرّ قربي سائر
يخبّره إني أموت بنابها
وفي السجن أحكي ياصديق مواجعي
وتغفو زليخٌ في كسيح ارتيابها
وما نسمة من صوب دجلة أورقت
وألقت على وجهي بيان إيابها
ولا سيف هارون تجرد غازيا
ليرجع بغدادا وصوت شبابها
ولا خالد يا أخت يأتي مزمجرا
ولاصوت خنساﺀ يبيّن مابها
وحيد أنا في الجب حولي أخوة
خيانتهم تتلو اكتمال نِصَابها ..
Discussion about this post