Views: 0
لغتنا الجميلة
في القافية و قواعدها
البحث الثالث
في وزن الشعر .. والقافية
(التقفية .. و التصريع .. و الاقعاد .. و التخميع .. و الوقف)
و القافية موضعان :
أحدهما يستعمل على الاستحباب .. و آخر يستعمل على سبيل اللزوم
* فالذي يستحب فيه .. عروض البيت
* و الذي يلزم به .. ضربه
و كما نعرف عروض البيت هو التفعيلة الاخيرة في صدر البيت
و الضرب هو التفعيلة الأخيرة في عجزه .. أو هو القافية
* و التقفـــــــية :
أن يأتي الشاعر في عروض البيت بما يلزمه في ضربه .. من غير أن يرد العروض الى صيغة الضرب ..
مثال ذلك في ثاني الطويل :
قفا نبك من ذكرى حبيب و منزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل
فالتقفية ..
ايتاؤه في قافية النصف بحرف اللام التي هي الروي .. و الياء ( في الكسرة ) التي هي الوصل ..
و هذان الحرفان هما اللذان لزماه في القافية .
و مثله قول النابغة من البسيط :
يا دار مية بالعلياء فالسند أقوت و طال عليها سالف الأمد
فنصف البيت آخره فعلن .. و أخر البيت فعلن أيضا بكسر العين .
فالتزم في النصف .. بالدال و الياء اللذين لزماه في الآخر .
* أما التــــــصريع ..
فهي أن يغير صيغة العروض .. فيجعلها مثل صيغة الضرب .. و يستصحب اللوازم في الموضعين .
مثال ذلك .. قول الشاعر في أول الطويل :
ألا انعم صباحا أيها الطلل البالي و هل ينعمن من كان في العصر الخالي
جعل نصف البيت الأول مفاعلين .. كما في آخر البيت بسبب التصريع ..
و لولا ذلك لكان في النصف الآول .. مفاعلن .. مقبوضا
ألم تره يقول في هذه القصيدة :
و لو أنني اسعى لأدنى معيشة كفاني .. و لم أطلب قليلا من المال
فوزن .. معيشة .. مفاعلن .. و ليس مفاعيلن .. ثم أتى بتصريع بعد البيت الأول فقال :
ألا انني بالٍ .. على جمل بالِ يقود بنا بالٍ .. و يتبــعنا بالِ
فأتى بالعروض مفاعيلن .. ومثله قول جرير :
بان الخليط ولو طوعت ما بانا و قطعوا من حبال الوصل أقرانا
فأتى بالقطع في النصف الأول ..كما أتى به في النصف الأخر .
و هو أن يعود فاعلن الى فعلن ساكنة العين .
و لولا التصريع لأتت العروض مخبونة كقوله :
يا أم عمرو جزاك الله مغــفرة ردي علي فؤادي مثلما كانا
فقوله ..مغفرة .. و هذا قد استعمله القدماء و المحدثون .
و قد أكثر العرب من التقفية و التصريع في غير البيت الأول .. ولا يعتبر عيبا .. بل هو دليل على البلاغة و الاقتدار على الصنعة .. ويستحب أن يكون ذلك عند الخروج من قصة الى أخرى .. أو من موضوع الى آخر .
و التصريع مأخوذ من مصراعي الباب .. و في ذلك مصراعا النهار و هما .. الغداة و العشي .
و انما حسن هذا في استفتاح الشعر ، لأن البيت الأول ، بمثابة باب القصيدة الذي يستفتح به .
نتابع ان شاء الله في الاسبوع القادم
…………………..
خالد ع . خبازة
عن عدد من كتب التراث
Discussion about this post