Views: 24
المغترب جورج ضاحي : قصة نجاح وعطاء
*كتب سعدالله بركات
# كان طموحه دراسة الحقوق، باشرها ، ولكنه راح يفكّر بسبل تجاوز ضيق الحال المادية ، عبر المحيط ، وزاده طموح وإصرار ، لم يكن طريق المغترب الشاب جورج ضاحي ،،الرحمون ،، مفروشا بالورود ، لكنّه تجاوز صعوبات وتحديات عدة ، حتى إذا ما باشر النجاح ، راح يمدّ يد العون لأهله ، ولبلدته وجوارها بتبرعات سخيّة في زمن صعب .
وقال المغترب ضاحي في حوار مع كاتب السطور :
((نشأت في قرية صغيرة ( الحفر ) جنوب شرق حمص ، من عائلة كادحة مستورة الحال ، كان للعلم الحيّز الأهم في حياتي ، ولكن وأثناء دراستي الجامعية في كلية الحقوق بدأت المصاعب بالظهور، وشعرت أن العقبات كثيرة في طريق الوصول إلى حلمي. أيضاً شعوري بالمسؤولية تجاه عائلتي و تحسين الوضع المادي، جعل من فكرة الاغتراب والبحث عن أفق عمل مجد ،هي الحلّ الأنسب لتذليل كل الصعوبات الحياتية . وعن التحديات والعقبات التي واجهته، وكيف تجاوزها يقول:
(( التحديات التي يواجهها المغترب كثيرة في البداية ، وأهمها إثبات الذات في مجتمع جديد بكل ما فيه من لغة وعادات وأسلوب حياة.
لذا كان لا بدّ من الإنخراط بالمجتمع والعمل بجدٍّ لتحقيق الهدف المنشود، وعدم الترفّع أو التكبر عن أي فرصة عمل ، وتجاوز كل المطبات والعراقيل بالإعتماد على الذات والثقة بالنفس وبإرادة الله.
وقد ساعدني على تخطي الصعوبات ، الصدق بالعمل وكسب ثقة من تعاملت معهم سواء كصداقات أو زمالات العمل .
بدأت العمل في super market كعامل بدوام طويل عام 1997 وبعد أربع سنوات تقريبا ، شاء الرب واستطعت أن أخطو أول خطوة في أن أكون شريك مع أحد أبناء الجالية ، وبالعمل الدؤوب تمكنت من امتلاك أول محل خاص بي .
قمت بتجربة أنواع مختلفة من العمل فشلت ببعضها ونجحت ببعضها الآخر ، كل تجربة كانت درساً وحافزاً للاستمرار بالتجربة ومازلت مستمراً وأطمح للأحسن والأفضل دائما.
أمّا أساس النجاح كما يراه المغترب الرحمون ،فهو التصميم والعمل الدؤوب ، وكل ما تزرعه سوف تحصده ،وسر النجاح باعتقاده ،(( هو نعمة العطاء من الله ،وبهذه النعمة عملت وكان النجاح حليفي )).
نجاح جورج لم تقتصر ثماره على أهله ، بل شملت بلدته ،،الحفر وصدد ،، وراحت مبادراته السخيّة بالتبرع تتوالى منذ 2018 وماتزال ، تراه يوضح:
((فكرة المساعدة والمساندة لازمتني منذ بداية غربتي، وكان همّي الأول أهلي وأخوتي ،ثم لامس قلبي وجع الوطن ، ولم أستطع التأخّر عن تقديم كل ما هو بالإمكان لأهل قريتي من مساندة ، وبث الفرح حيث ومتى استطعت.
*أول عمل قمت به ، كان الاحتفال بعيد الأم في ٢١ آذار سنويا وحتى الآن ،بحضور كلّ أمّهات الحفر ، وهذه السنة بادرت لتخصيص ٢٢ آذار للاحتفال بعيد الأب ،،الحفري،، بحضور كل الآباء في البلدة .
* دأبت على تكريم سنوي منذ ٢٠١٨ لطلاب الحفر الناجحين في الشهادتين الثانوية والإعدادية .
* أقمت حفلة تكريم لجميع أساتذتي الذين درّسوني من الابتدائي إلى الثانوي.
= تركيب طاقة شمسية ل 6 مراكز خدمية في صدد والحفر وهي :
( مركزا الهاتف في صدد والحفر ، المستوصفان والعيادة السنية والمخبر في البلدتين ، مركز المالية في صدد ، وبلدية صدد )
= تعزيل سد الحفر وإعادة تأهيله ، وتشجير منطقة السدّ .
= مساهمتي في :
(تأهيل بئر الجبل الذي يغذي الضيعة بالمياه ، صندوق الحفر الطبي
، و بالعمليات الجراحية لكل شخص يريد المساعدة)
= تقديم معايدات لجميع موظفي الدوائر الحكومية بصدد والحفر.
= تقديم المساعدة لكل من يطلبها من جميع أنحاء سورية بغض النظر عن معتقده الروحي ” الديني “
= تأهيل سيارة دفن الموتى و أجهزة صوت والإنارة الخارجية للكنائس .
= تركيب مكيفات ومراوح وإنارة لصالة مار برصوم في الحفر.
وعن طموحه في العطاء قال المغترب ضاحي :
دائما ما أتمنى إقامة مشروع لإفادة المقيمين بالقرية، ولكن الصعوبات كثيرة وأهمها الطبيعة الصحراوية القاسية لمنطقتنا .
نحن محكومون بالأمل أن تتحسن الأوضاع المعيشية بالوطن بشكل عام ، وتعود البلاد لسابق عهدها عامرة ، بل وأفضل، بإذن الله
وأما للمغتربين الجدد، ولمن يفكر بالاغتراب فقد توجه بالقول : الغربة حلم وردي ، والحقيقة أنها حياة تضحية ،تعب ،جدّ واجتهاد.
ونصيحتي لهم بأن يواظبوا على العمل بضمير حي ، والنجاح سيكون حليفهم ، مع الحذر من مغريات الحياة وهي كثيرة، ، وأتمنى أن لا ينسوا وطنهم، أهلهم، إنسانيتهم، والأهم أن لاينسوا وجود الله في حياتهم.