Views: 75
(الدرّ المكنون)
* عائدة علي قاسم
“ما بين عامٍ مضى والآخر الآتي
وقفتُ أنظرُ في نفسي ومرآتي
فما وجدتُ سوى الأطلالِ واجمة
والريحُ تصفرُ في كل اتجاهاتي
وراودتني خيالاتٌ مجنَّحةٌ
وكدتُ أجزمُ نفيي بعد إثباتي
طفلٌ يناغي وأمٌّ غادرتْ وسَلتْ
يحبو ويعثرُ في قاعِ المتاهاتِ
وحُلمةُ الحرفِ قد ضَنَّ الكلام بها
دوائرٌ من سديمٍ في مداراتي
لملمتُ كلَّ شجونِ الأمسِ اغزلها
شراعَ شوقٍ إلى أحكامِ آياتي
وصغتُ من همساتِ الأُفق بوصلةً
تجلو و تضبطُ في التَّرحال وجهاتي
اسرجت قلبي وبحري هائج ثمل
وظلمة الليل تسري في نهاراتي
يممتُ شطرَ هديلٍ راح يؤنسني
فاغرورقت بالسنا أجفانَ نجماتي
وقادني شغفٌ خِلتُ الهلاك به
الى أقاصي روابٍ كالخيالاتِ
هناك حيث يذوبُ الوهمُ مُنقشعاً
ويزهرُ الحلمُ من كمِّ البداياتِ
هناك تشرق شمسٌ لا غروب لها
ويغربُ الليل في ظلِّ النهاياتِ
هناك يسبحُ في روضِ المدى نظرٌ
ويُجتَنَى الشَّهد من جوفِ المسرَّاتِ
نبعٌ تدفّقَ من ثغرِ المنى ولها
ليعبر الروحَ حيّاً بعد إفلاتِ
ويمتطي صهواتِ الحبِّ معترفاً
بأنّه درّنا المكنونُ في الذَّاتِ”
*******
*عائدة علي قاسم – شاعرة سورية