Views: 3
مساء يتهادى على أجنحة النسيم
حيث تغفو الشمس على حافة الأفق، وتنسكب ظلال الليل كوشاح من السكينة و الحلم و الأمل ،
نعود لحواراتنا المميزة الماتعة لنلتقي اليوم مع :
الشاعر الكبير القس جوزيف إيليا
القس جوزيف إيليا
شاعرٌ سوريٌّ مقيمٌ في ألمانيا من مواليد ١٩٦٤
كان رئيسًا للطّائفة الإنجيليّة في مدينة المالكيّة التّابعة لمحافظة الحسكة لمدّةٍ اقتربت من ربع قرنٍ قبل أن تدفعه الحرب في بلاده مكرهًا لهجرتها
يكتب الشِّعر العموديّ وقصيدة التّفعيلة وأناشيد للأطفال وقد صدرت له عدّة دواوين :
أنا لغةٌ أخرى
أحبّكَ حتّى وإن
إنّي هنا
امرأةٌ من بنفسجٍ
نمضي ولا نمضي
الجزء الأوّل من أعماله الشِّعريّة الكاملة
أجريت معه حواراتٌ كثيرةٌ مكتوبةٌ ومرئيّة ومسموعةٌ وتمّ تكريمه في عدّة محافل أدبيّةٍ في سوريّة ولبنان ومصر والأردنّ وفلسطين واستراليا وغنّى من شِعره مطربون ومطرباتٌ كثرٌ من جميع أنحاء الوطن العربيّ
وثُبِّت اسمُه في عدّة موسوعاتٍ شِعريّةٍ في أكثر من بلدٍ
ولقد صاغ مفاتيحَ جديدةً لبحور الشِّعر العربيّ ونظم على البحور المهملة المنسيّة الّتي لم يشر إليها الفراهيدي وتضمّنتها كتب التّراث الأدبيّ العربيّ .
كان لنا معه هذا الحوار الماتع
١- كيف كانت بدايتك مع الشعر ؟ وهل تتذكر أول قصيدة كتبتها ؟ وما الذي ألهمك لكتابتها ؟ وهل كانت هناك شخصية أدبية قريبة منك من عائلتك أو من محيطك تأثرت بها؟
_ إنّ علاقتي بالشِّعر ابتدأت مع عشقي له وعبوري إلى دنياه الواسعة عبر استمتاعي بقراءته أوّلًا ثمّ محاولة كتابته وأنا بعد فتًى صغيرٌ ولست أذكر للأسف شيئًا ممّا كتبته وقتذاك وقد ضاع مع حرصي على الاحتفاظ به
وربّما ورثت ميلي للشِّعر عن جدّي لأبي وقد كان أيضًا قسًّا وشاعرًا ينظم تراتيلَ دينيّةً باللّغة الكرديّة
كما كان لأخي الأديب نعيم تأثيرٌ غير مباشرٍ على اتجاهي صوب الكتاب والكتابة.
٢- أي العصور الأدبية كان لها وقع خاص في مسيرتك الأدبية وتعتبره ذروة الإبداع ؟ وماهو العصر الأدبي الذي ترى أنه قدم أعظم الشعراء ؟
_ في البداية كان لعصر الحداثة الشٍّعريّة وقعٌ كبيرٌ عليّ وعلى مسيرتي الأدبيّة ثمّ اتّجهت خلفًا لأتوقّف عند جميع العصور الأدبيّة الّتي جميعها أنجبت أفذاذًا من الشّعراء والشّاعرات
٣- من هم الشعراء الذين تعتبرهم الأفضل على مر العصور ؟
وماهي المقومات الأساسية التي تجعلهم يحتلون هذه المكانة ؟ هل هي الموهبة الفطرية أم القدرة على التعبير العميق أم شيء آخر؟
_ شعراء كثر من الصّعب ذكر جميعهم في هذه العجالة
ناهيك عن أنّني لست من المحبّذين والمؤيّدين لفكرة تصنيف الشّعراء فلكلّ شاعرٍ عالمه ولغته وبصمته ولونه والشّاعر الّذي يخلد شعره هو الشّاعر الموهوب صاحب الرّؤيا الواضحة والخيال الخصب والقادر على التّعبير عن نفسه وعن عصره بصدقٍ وكفاءةٍ ولغةٍ ساميةٍ متفرّدةٍ خاصّةٍ به
٤- ماهو الدور الذي يلعبه الخيال في تميّز الشّاعر ؟
وهل تعتقد أن القدرة على ابتكار صور شعرية فريدة هي التي تمنح الشاعر لقباً مميّزًا ؟
_ إنّ الشِّعر عالمٌ من الخيال والتّصوير
والشّاعر الّذي يفتقر إلى الخيال ولا يطير بأجنحته يبقى مجرّد ناظمٍ لا يُلتفت إليه ولا يطرب له أحدٌ
والشّاعر الّذي يعجز عن الإتيان بصورٍ شِعريّةٍ مبتكرةٍ جديدةٍ تثير الإدهاش والتّصفيق يظلّ شاعرًا تقليديًّا كلاسيكيًّا يجترّ بشكلٍ منفٍّرٍ ما قاله أسلافه من الشّعراء ويُنسى ذكره ويمحى كأنّه لم يكن.
٥ – كيف ترى تأثير الشعراء المعاصرين على الشعر العربي ؟ وهل برأيك الشعر يتطور بشكل غير متوقع عما كان عليه؟
_ أعتقد أنّه بغياب شعرائنا الكبار الأفذاذ ورحيلهم ومجيء من هم أقلّ منهم موهبةً وكارزيما قد قلّ هذا التّأثير وضعف كثيرًا
ولكن يبقى الأمل قائمًا بنهضة الشِّعر من جديدٍ وتطويره ما دامت الحياة الأدبيّة ولّادةً مثمرةً.
٦ – كيف تؤثر التجارب الشخصية في تشكيل عالمك الشعري ؟ فهل تكشف القصيدة عن أسرار الشاعر أم أن الشاعر يحتفظ بشيء من ذاته مخفيا بين السطور؟
_ لا أنكر أنّ التّجارب الشّخصيّة كانت وما زالت مؤثّرةً جدًّا بناء عوالمي الشِّعريّة وهذا واضحٌ جليٌّ في الكثير ممّا كتبته وفيه ظاهرٌ شيءٌ ممّا كنت أكتمه وأخفيه ولكن يبقى هناك أشياء كامنة في دخيلة النّفس ليس من السهل كشفها وتبيانها.
٧ – هل تعتبر القصيدة لحظة وحي مفاجئة أم أنها ثمرة تأمل طويل ؟ وكيف تجد أن القصيدة قد اكتملت؟
_ قد تكون في الحالتين أو في كلّ حالةٍ على حدةٍ
فأنا قد تأتيني القصيدة فجأةً بصرف النّظر عن الزّمان والمكان وقد تجيئني بعد تفكيرٍ وتأمّلٍ عميقين ولا سيما مع قصيدة التّفعيلة
وإنّي أجدها قد اكتملت ووصلت إلى نهايتها إذا ما استوفت جميع أغراضها وأهدافها وإلّا فإنّها تكون قد هوت بنفسها في حفرة الحشو واللّغو والتّكرار.
٨ – كيف تتعامل مع نقد القصائد ؟ وهل ترى أن النقد يثري تجربتك الإبداعية أم يقيدها؟
_ لست من أولئك المهتمّين والمبالين كثيرًا بما يقال ويكتب من النّقد خاصّة مع افتقار السّاحة النّقديّة لنقّادٍ مهمّين فاهمين واعين موضوعيّين كما كان في السّابق
من هنا فإنّه يمكنني التّأكيد بأنّ النّقد لم يضف أيّ شيءٍ إلى تجربتي ولم يثرها.
٩- عندما تمسك بالقلم ، هل تشعر أنك تسيطر على الكلمات أم أن الكلمات هي من تسيطر عليك ؟ وهل يخشى الشاعر من لحظة الصمت ؟ وكيف تواجه غياب الإلهام عندما يحل؟
_ إنّ لحظة الإمساك بالقلم تختلف تفاصيلها من حينٍ لحينٍ فمرّةً أشعر بأنّني أنا من يهيمن على الكلمات بقوّةٍ وثباتٍ وأسوق عربتها حيثما أبتغي وأريد ومرّةً أراها تفلت منّي وتمسك هي بي وتقودني حيثما تشاء وتهوى
وإنّ أكثر ما أخشاه هو صمتها الرّهيب وتكلّسها وتخشّبها وتأثير كلّ هذا سلبًا على الحالة الإلهاميّة الّتي أعالج سقمها بدواء القراءة والتّأمّل والتّفكير.
١٠ – هل ترى أنّ الشعر يُمكنه أن يكون وسيلة للتغيير الإجتماعي ؟ وكيف يتفاعل شعرك مع قضايا عصرنا ؟ فهل الشاعر مسؤول عن نقل الحقيقة في قصائده ، أم أنّ الإلهام هو سيد المشهد الشعري؟
_ ممّا يحزَن له ويؤسف بشدّةٍ أنّ الشِّعر مع طغيان الصّورة والميديا قد فقد الكثير مما كان له من التّأثير على الواقع قديمًا لكن على الشّاعر ألّا يقنط وييأس ويعتزل متنسّكًا بل عليه أن يتابع رسالته في نشر كلّ ما هو مسرٌّ وبانٍ وراسمٌ للجمال وهذا ما دأبت على فعله في خوضي شِعريًّا لجميع قضايا المجتمع ومشاكله
ولا أظنّني قد تركت شيئًا لم أتناوله في قصائدي وكتاباتي.
١١ – كيف تعبّر عن المشاعر المعقدة التي يصعب شرحها بالكلمات ؟ وهل تعتقد أن الشعر قادر على احتواء ما لا يمكن التعبير عنه ؟ وهل يمكن اعتبار الشعر مرآة للزمن الذي يُكتب فيه أم أن القصيدة تعبر عن خلود يتجاوز حدود الزمن والمكان؟
_ إنّ الشِّعر ليس مجرّد كلماتٍ تردَّد وتقال وتكتَب وإنّما إضافةً إلى هذا فإنّه إحساسٌ مرهفٌ وشعورٌ صادقٌ وهو قادرٌ كلّ القدرة على أن يكون لسان حال كثيرين
وفي اعتقادي أنّه ليس هناك من المشاعر المعقدة ما لا يمكن التّعبير عنها بدقّةٍ بهذا الثّنائيّ الفعّال : الكلمة والإحساس
والشِّعر الحقيقيّ وإن كان مرآة حاضره إلّا أنّه يتخطّى لحظته واثبًا للآتي بما يحمله من رؤًى وأفكارٍ وجماليّاتٍ.
١٢ – كيف توازن بين التجديد والحفاظ على الجذور التراثية في شعرك؟
_ إنّني أحاول فعل ذلك من خلال بذل كلّ الجهد في الإتيان بصورٍ جديدةٍ غير مستهلكةٍ ولغةٍ خاصّةٍ سلسلةٍ بي تغيب عنها الغرابة والنّأي بنفسي عن اجترار ما قاله سواي من الشّعراء والهرب بعيدًا عن الألفاظ القاموسيّة الميّتة مع حرصي الزّائد الشّديد على التمسّك بإيقاعات الشِّعر وأوزانه وقوالبه الّتي ورثناها عن أسلافنا القدامى والمحدثين
١٣- كيف ترى تطور شعر المرأة عبر العصور ؟ وهل تعتقد أن هناك بصمة مميزة لشعر المرأة تختلف عن شعر الرجل ؟ وهل تلحظ أن هناك موضوعات تتكرر في شعر المرأة ، أم أن الشاعرات اليوم يتناولن قضايا متنوعة بلا حدود ؟
_ إنّي لأرى هذا التّطوّر واضحًا ملحوظًا عند كثيراتٍ من الشّاعرات
وإذا كان ما يميّز الشِّعر النّسوي هو رقّته وعذوبته فهو لا يختلف كثيرًا عن تجربة الشّعراء الرّجال
وأنا لا أؤيّد تقسيم الشِّعر إلى ذكوريٍّ وأنثويٍّ سيّما وأنّ الشّاعرات لا يختلفن كثيرًا أو قليلًا عن الشّعراء في تناولهنّ لجميع القضايا والأمور في شِعرهنّ.
١٤ – هل الشعر يُولد أم يصنع ؟ وهل يجب أن يكون الشاعر حاملا لرسالة معينة ؟ أم أن الشعر نوع من الحرية المطلقة ؟
– إنّ الشِّعر بالتّأكيد يولد والشّاعر الحقيقيّ هو المطبوع ولكنّه يخضع لشيءٍ من الصّناعة والتّرتيب والتّهذيب والعناية ليظهر للنّاس في أجمل حلّةٍ
وإنّ الشّاعر لا يكون شاعرًا حقيقيًّا مؤثّرًا إن هيمنت عليه روح العبوديّة ولم يكن حرًّا مالكًا لقراره
وكونه حاملًا لرسالةٍ فإنّ هذا الأمر لا يسجنه بل يحرص أن يظلّ كما ينبغي أن يظلّ حرًّا منطلِقًا داعيًا إلى الحرّيّة الواعية المسؤولة.
١٥ – كيف ترى العلاقة بين الإبداع الشعري والثقافة العامة ؟ وهل الشاعر بحاجة إلى ثقافة واسعة ليكتب شعرًا عظيمًا ؟
– نعم إنّ الشّاعر في أمسّ الحاجة إلى هذا الجانب المهمّ الّذي لا غنى عنه ليستطيع أن يكتب شِعرًا يُحيّا ويصفَّق له
وكلّما عمل على تثقيف نفسه برع وأجاد وضمن خلود شِعره.
١٦ – كيف ترى العلاقة بين القصيدة العمودية و النثر ؟ وهل تعتقد أن النثر قد ارتقى إلى مستوى يمكن أن يسمى فيه قصيدة ؟ وهل يتطلب النثر المسمى ( قصيدة ) نفس القدرو من المهارة و الإبداع الذي تتطلبه القصيدة العمودية ؟ ولماذا؟
– لا بدّ بدايةً من التّعريف بأنّ النّثر نثرٌ والشِّعر شِعرٌ
ولكلٍّ منهما قواعده وضوابطه وكلاهما يحتاجان للموهبة ولبذل كثيرٍ من الجهد والتّعب إلّا أنّ القصيدة العموديّة تبقى الأكثر صعوبةً لتحكّم الوزن والقافية فيها لهذا فهي تحتاج جهدًا أكبر ممّا تحتاج إليه قصيدة النّثر الّتي أصبحت شكلًا من أشكال الشِّعر لا يمكن تخطّيه وتجاوزه وإغماض العين عنه إلّا أنّ – والحق يقال- قلّةً قليلةً من شعراء قصيدة النّثر استطاعوا أن يرتقوا بها لتجلس بارتياحٍ جنبًا إلى جنبٍ مع القصيدة العموديّة على أريكةٍ واحدةٍ
وظلّت القصيدة الموزونة محتفظةً برونقها وبهائها ومكانتها لدى الكثيرين لأنّها امتدادٌ لإرثٍ غنيٍّ امتدّ لقرونٍ عديدةٍ.
١٧ – كيف ترى دور الشعر ومكانته في العصر الرقمي ووسائل التواصل الإجتماعي ؟ هل تخدم الشعر أم أنها أساءت له بحيث أصبح يجمع بين الغث والسمين ؟
– لا لم تلحق به الإساءة بل على العكس تمامًا فإنّ هذه الوسائل قد أفادته جدًّا وخدمته كثيرًا مع تقهقر الكتاب وفقدان بريقه ولعلّي أنا واحدٌ ممّن عُرف بواسطتها واشتهر من خلالها لذلك فإنّني أشجّع عليها كثيرًا طالبًا التّعامل معها وعدم إهمالها
فهل هناك ما هو أجمل من أن تكون بكبسة زرٍّ قصيدة الشّاعر مخترقةً العالم أجمع بينما قبل هذه الثّورة الرّقميّة كانت تحتاج لشهورٍ وربّما أعوامٍ لتصل إلى جمهور القرّاء ؟
وهنا لا ينبغي الشّكّ بذائقة الجمهور فالقرّاء الحقيقيّون ما زالوا موجودين و قادرون على التمّييز بين الرّديء والغثّ من النّصوص وبين جيّدها وسمينها.
١٨ – بدأت العمل على بعض البحور المهملة أو قليلة الاستخدام في الشعر العربي ، برأيك هل يجب على الشاعر أن يكون ملمًّا بكل بحور الفراهيدي ويكتب عليها جميعًا ام أنك ترى أنها مازالت تحتفظ بجماليتها وأهميتها ، أم أن هناك أسبابًا أخرى ؟
– لقد كانت لي رحلةٌ طيّبةٌ مفيدةٌ مع البحور المهملة الميّتة لأتعرّف وأعرّف النّاس بها
وأنا ربّما كنت الشّاعر الوحيد قديمًا وحديثًا الّذي نظم على جميع بحور الشِّعر ومجزوءاتها
وهذا ليس شرطًا واجبًا محتّمًا على كلّ شاعرٍ وإنّما الواجب المحتّم على كلّ شاعرٍ هو أن يلمّ بجميع أوزان الشّعر ويتقنها تمام الاتقان.
١٩ – في ختام الحوار ، ماهي الهمسة التي تود أن توجهها في أذن الشعراء الشباب والجيل القادم ؟
_ إن كان يحقّ لي أن آخذ دور النّاصح المرشد للمبتدئين في الشِّعر فإنّي أدعوهم للقراءة المستمّرة لشعراءَ كبارٍ ولمختلف الأجناس الأدبيّة والكتابة الدّائمة حتّى وإن رموا معظم ما يكتبونه في سلّة المهملات كنوعٍ من التّدرب وتحريض القريحة والحفاظ عليها خصبةً
وأحثّهم على تعلّم أوزان الشِّعر وإيقاعاته وأصول النّحو ومبادئه وقواعد اللّغة وعدم التّبرّم بالنّقد والاستماع إلى نصائح ذوي الخبرة في هذا المضمار.
عشتَ فاحتواكَ غدٌ
لمْ تعِشْ كما رغِبوا
بل محوتَ ما كتبوا
صاعدًا إلى قممٍ
فوقَها همتْ سُحُبُ
لمْ تُخِفْكَ معركةٌ
قد علا لها لهَبُ
واشتهيتَ أزمنةً
ما بنايِها عَطَبُ
وابتغيتَ أمكنةً
يُجتنى بها عِنَبُ
ما سكنتَ خيمتَهم
ما شربتَ ما شربوا
قلتَ : إنّني نَمِرٌ
فوقَ طامسي أثِبُ
كي أقودَ قافلتي
لا تخورُ ليْ رُكَبُ
ثائرًا على عفَني
والتّرابُ بيْ ذهبُ
تشتهي الخُطى طُرُقي
والعصورُ ما أهَبُ
عشتَ فاحتواكَ غدٌ
بينما هُمُ انسحَبوا