Views: 2
حرب قـــــــــــذرة
– زوجان –
تقول زوجتي
بأنّني نسيتُ أنْ أغلّقَ النوافذَ ..
التي فتحْتُها في الليلِ ..
كي تجيئنا النجومُ ..
في الظلامْ
أقول : لا تبتئسي
فقد نسيتُ أنْ أحضّرَ الفطورَ..
للحمامْ
تقول لي :
ولم تجهّزْ للصغير ثوبهُ الجديدَ ربما !
أقول : مهلاً حلوتي
نسيتُ أنْ أسقي الورودَ ..
أو أحيلَها لطفلةٍ
من الغمامْ
تقول لي :
وهل جلبْتَ ما يعيننا على الطريقِ ..؟
قد يطول سيرنا !!
أقول : قد نسيتُ ما كتبْتهُ ..
بالأمس في قصيدتي التي تركْتها للصبحِ ..
كي تشاركَ الحروفُ قهوتي معي
ونحتفي بطفلةٍ وليدةٍ
لم تعرف السلامْ
تقول لي : طائرةٌ في الجوّ, فانتبهْ لها!!!
أقول , والدموعُ قد تمرّدتْ بحرقةٍ
ستقصف الورودَ يا حبيبتي
وتقتل النجومَ ..
والحروفَ ..
والحمامْ
* * *
– أب وطفلته –
على تخوم الحرب يا صغيرتي
لا وقتَ للغناءِ ..
للدمى
وللفَراشِ ..
والحقولِ في ألعابنا
لا وقتَ إلا للرصاصْ
وصوتنا لن يستطيعَ أن يجولَ ..
كالطيورِ في السماءِ ربما !!
فالخوفُ , كلُّ الخوفِ ..
أنْ يعيقَ طائراتهم عن قتل منْ تمرّدوا
فقد بنوا مخيّماً
وحاولوا الخلاصْ
لذاك يا صغيرتي
لن يسمعَ الإلهُ صوتَنا
وصرخةَ الأطفالِ في بلادنا
من كثرةِ الهديرِ في سمائنا
فلا مناصْ
أنا وأنتِ لم نزلْ طفلينِ ..
لا كبيرَ بيننا !!!
جميعنا قدّامَ هذي الحربِ ..
كالصغار طفلتي !!
فهل يحقّ في غدٍ
أن نطلبَ الكبارَ للتحقيقِ ..
والقصاصْ ؟؟؟؟
* * *
– أمّ –
يا أمَّـــــــــــــــــهُ
ما زلتِ تنظرينَ نحو البابِ ..
قد يجيء مُتْعَباً , وجائعاً
بغير موعدٍ عند الأصيلْ
في كلِّ يومٍ كنتِ تدعين الرفاقَ ..
كي يكونوا في انتظارهِ ..
إذا أتى معلّقاً وسامَهُ ..
وقد قضى على عصابةٍ (من أهلهِ)
كانت تحاول الفرارَ ..
تحت جنحِ ليلْ !!
وأنتِ يا عروسَهُ
ما زلتِ تحلمين بالزّفافِ كلَّ ليلةٍ
وتنجبين للعريسِ في المنامِ ..
توأماً من النخيلْ
تدعين في السّجودِ والقيامِ ..
أنْ يصونَهُ الرحمنُ من أعدائهِ
لكنّنا إخوتُهُ !!!!
دماؤنا واحدةٌ
لا تقبل التقسيمَ في عروقنا
وترفض الإهراقَ بين أهلنا
والثأرَ من جيلٍ لجيلْ !!!!
يا ويح قلبي لن يعودَ ..
قد مضى كما الجميعُ ..
أُضحياتِ مولدٍ جميلْ
وقيل لي بأنّه بكى طويلاً
عندما رأى دماءَ شعبهِ ..
تسيلْ
ما ذنبُهُ ؟؟؟؟
بالأمس كان قاتلاً
واليوم قد أضحى القتيلْ !!!!!
عبد الكريم سيفو – سورية