Views: 4
قصيدة: أنا والشعر.. والمنفى – ياسر الأقرع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا مَنفايَ…
لا جهةٌ تنازعني انتمائيَ لي
ولا جَذْرٌ بأعماقي
إذا ما قدَّرتْنِي الرِّيحُ
أُبصِرُني بأحداقي
أعانقني..
كما لو أنَّني حُلْمي
وأنكرني..
كما لو كنتُ إخفاقي
كأنِّي اثنانِ…
مِنْ طينٍ.. يعيش خطيئتي الأولى
ومِنْ نارٍ.. تَشَيْطَنَ بي لإعتاقي
كأنِّي اثنانِ..
لا التقيا
ولا افترقا
ولا ارتبطا بميثاقِ
وبينهما أَظَلُّ أنا..
فلا ظِلٌّ يراودني ليأسرَني
ولا روحٌ أراودها لإطلاقي
أنا ضِدَّانِ..
يلتفَّانِ إذ ما قرَّرا قتلي
كما التَفَّتْ لموتي السَّاقُ بالسَّاقِ
…………
وجودي.. في غياب الوعيِ
أَحضِرْني مِنَ المنفى
وقَرِّبْ أيُّها السَّاقي
كؤوسُ العمرِ مفرغةٌ بلا وحيٍ
وإحيائي… بإغراقي
إذا ما شئتَ تشكيلي
بصورتيَ التي أهوى
فَأرْسِلْني إلى عَدَمِي
لأنْسُجَ من رؤى اللاوعيِ.. إشراقي
أُحِبُّ قصائدي وطناً من الخيباتِ
أنزفها على سَكَراتِ إحراقي
تعال إذاً.. وغَيِّبْنِي
فهذ السُّمُّ – إذ يُدني جنونَ الشعرِ – تِرياقي
أنا في الصَّحوِ لستُ أنا
أُهادِنُ خيبتي الكبرى
وليست تلك أخلاقي
أنا في البحث عن منفى
حَرقتُ مراكبي خلفي
وسُقْتُ كبارَ أحلامي إلى قبري
وجئتُ أراود الباقي
‐———————————–
#ياسر_الأقرع