Views: 8
“سوريا… تَسْتَقْطِرُ عسل الحرية”،
قصيدة من ديوان: “ورد الغضب”، في آب 2014
شعر:
الدكتور أحمد الريماوي
_________________________
صَوْتٌ يَسْطَعْ…
مِنْ دَيْرِ (النُّور) إلى سَعْسَعْ
لن نَرْكَعَ أبداً … لن نَرْكَعْ…
إلاّ لِلَّهْ
لِفُراتِ العِزِّ مَهابَتُهُ
والعاصي لا يخشَى المِدْفَعْ…
بِأُسُودِ حَماهْ
للغوطَةِ إيقاعٌ يَسْرِي
للحُرِّيَّةِ بابٌ مُشْرَعْ
مَرْحَى… مَرْحَى
بَرَدى يَتَرَفَّعُ أَنْ يَخْضَعْ
إِلاَّ لِلَّهْ
***
وَطَنٌ أَوْحَى:
لِرَبيعٍ عربِيٍّ أَحْمَرْ
شَعْبٌ ضَحَّى
بدم الشُّهداءِ وبالجَرْحَى
مَرْحَى … مَرْحَى
دُوما بِجَنائِزِها تَصْدَحْ
دُوما تَرْبَحْ
سِرْمِينُ مَآقيها تَفْرَحْ
الرِّسْتِنُ تَنْقُشُ أَمْجاداً
تَشْدُو… تَزْأَرْ
التَّلُّ تُتَوَّجُ…
تُمْنَحُ دِرْعَ الصَّبْرِ
حَرَسْتا تَنْضَحُ ماءَ الكَوْثَرْ
***
درْعا قَهَرَتْ شانِئَ أَبْتَرْ
تَتَرِيٌّ بالعارِ تَزَنَّرْ
غَجَرِيٌّ بالحِقْدِ تَأَطَّرْ
سادِيٌّ بالغَدْرِ تَعَطَّرْ
يا لَلمأساةْ
بِمَحافِلِهِ…
يَتَلَوَّنُ دوماً كالحِرْباةْ
***
دُوما تَرْوي …
دُوما تَشْرَحْ:
للقَدَمِ وللحَجَرِ “الأَسْعَدْ”،
سِرّاً يَفْضَحْ…
أَحْجارَ نِظامٍ يَتَنَطَّحْ
أَصْفارَ نِظامٍ يَتَرَنَّحْ
تَرْتَجُّ خُطاهْ
***
دُوما تَعْزِفُ وَتَراً أَبْدَعْ …
جِسْرُ الشاغُورِ بِهِ هامَتْ
قامِشْلِي…
تَخْلَعُ ثَوْبَ الخَوْفِ،
وتَرْفَعُ شارَتَها… تَصْدَعْ:
لن نَرْكَعَ أَبَداً… لن نَرْكَعْ
إلاَّ للَّهْ
***
في (رُكْنِ الدِّينِ) صدىً… يَزْرَعْ …
حَقْلاً من وَرْدِ الحُرِّيَّةْ
بِدِماءِ المَزَّةِ مَرْوِيَّةْ
لِصُقُورِ الكِسْوَةِ أَجْنِحَةٌ
صَفَعَتْ أَبْواقاً مَغْوِيَّةْ
بِبَرِيقِ الجاهْ
***
لا نَخْشَى قَمْعَ الشَّبِّيحَةْ
نارُ الدَّبَّابَةِ مَكْبُوحَةْ
عُذْراً يا صاحِ…
شَهادَةُ قَلْبي مَجْروحَةْ…
فالشَّامُ هَوايْ
وأَنا الجَبَلِيُّ، أَنا كَنْعانُ، الشَّامُ شَذايْ
وأَنا الوَلْهانُ، “ظَرِيفُ الطُّولِ”، الشَّامُ رُؤايْ
وعَتابا … تَعْرِفُ أَنَّ الشَّامَ سَنايْ
عَفْواُ أَدونيس، الشَّامُ هَنايْ
عَشْتارُ مُنايْ …
الشَّامُ … الشامُ… الشَّامُ نَدايْ
***
بُوصَلَتِي نحو شَذا الأَقْصَى
وشهيدُ الأُمَّةِ قد أَوصَى
لن نَرْكَعَ أَبَداً… لن نَرْكَعْ
إِلاَّ لِلَّهْ
***
هَيَّا يا صاحِ أَما تَخْجَلْ؟
صَوْتٌ في الرِّقَّةِ قد جَلْجَلْ:
ارحل … ارحل
دارَيَّا بُرْكانٌ دَوَّى:
ارحل … ارحل
وَمَعَرَّةُ يَغْلِي مِرْجَلُها
ارحل … نيرونْ
جِسْرُ الشَّاغُورِ يُسَطِّرُها:
ارحل … ارحل
ارحل شارونْ
***
هَيَّا يا صاحِ أَما تَسْمَعْ؟
الشَّعْبُ بِوِحْدَتِهِ أَجْمَعْ
لا… لن نَرْكَعْ
لا… لن نَرْكَعْ
إِلاَّ للَّهْ
هُوَذا قاشُوشُ يُلَحِّنُها…
“ارحل … ارحل …”
هُوَ ذا قاشُوشُ يُدَنْدِنُها…
“ارْحَلْ… ارْحَلْ…”
ذَبَحُوا حُنْجُرَةً قَدْ غَنَّتْ
ما ذَبَحُوا الصَّوْتَ…
وما نالُوا إِلاَّ الإِغْواءْ
مَهْما قالوا
مَهْما طالوا
مَهْما غالوا
لَنْ يَسْتَعْدِوا لَحْناً أَعْزَلْ
لنْ يَغْتالوا نَغَماً أَكْحَلْ
***
اهْنَأْ يا قاشُوشُ شَهِيداً
واكْشِفْ ما زَعَموا…
ما وَهَموا…
فَشِعارُ الجُمْعَةِ مِنْ بَعْدِكْ…
لا… لن نَرْكَعْ
إِلاَّ للَّهْ
***
سَلِّمْ قاشُوشُ على سْوَيِّدْ
مَنْ أَبْكَى العالمَ مِنْ قَبْلِكْ
بَلِّغْ أَيْهَمْ:
عَنْ سَجْدَةِ والِدِهِ بَعْدَ رَحِيلِهْ،
شُكْراً للَّهْ
بَلِّغْ تامِرْ:
عَنْ أُمٍّ هَلَّتْ صَرْخَتُها…
مِن جَوْفِ الآهْ
هذا وَلَدِي
هذا كَبِدي
يَهْوَى لَيْلاهْ
سُورِيَّا يا وَلَدِي… لَيْلاهْ
قَبِّلْ طارِقْ…
يَتَحَدَّى بالشِّعْرِ الجَلاَّدْ
يَتَحَدَّى باللَّحْنِ الأَوْغادْ
يَعْزِفُ… يَنْشُرُ عِزَّهْ
القاصي والدَّانِي عَزَّهْ
سَلِّمْ قاشُوشُ على الأَشْبالِ من الشُّهَداءِ…
على حَمْزَةْ
يَنْشُدُ رُوحَ الدُّرَّةِ… رَمْزَهْ
في جَنَّةِ غَزَّةْ
سَلِّمْ قاشوشُ على خَنْساء …
على أَسْماء… على آلاءْ
بَلِّغْ أَنَّا… لن نركعَ أبداً… لن نركعْ
إِلاَّ للَّهْ
***
سَفَّاحُ الشَّعْبِ بِلا حِسٍّ…
يَشْرَبُ نَخْبَهْ
يُعْلِنُ حَرْبَهْ
لا… ليس لتحرير الجولان
الخِطَّةُ أَنْ يَحْمِي الجُولانَ
الخِطَّةُ أَنْ يُظْمِي شَعْبَهْ
الخِطَّةُ – آهِ – الخِطَّةُ أَنْ يُدْمِي شَعْبَهْ
***
سُورِيَّا يَرْعاها المَوْلَى
تَسْتَقْطِرُ سَلْوَى طَلْعَتِها
من شَجَرِ السِّلْمِ ولا تَأْبَهْ
حَتَّى يَسْطَعْ…
صَوْتُ الحُرِّيَّةِ مُبْتِسِماً
مِنْ دَيْرِ (النُّورِ) إلى سَعْسَعْ
***