Views: 4
قصة قصيرة
……………….هواجس
خلدت إلى النوم بعد يوم حافل بمختلف النشاطات ، توسدت مخدتها وأرخت جسدها المتعب على السرير علّها تجد الراحة المنشودة ، قرأت بعض السور الصغيرة والقليل من الأدعية فاطمأن قلبها وسهت عيناها ، انتفضت فجأة فزِعة على صوت طرقات متواصلة على جدار حديقة الطابق الأرضي ، تسارعت دقات قلبها متسائلة !! من يكون في هذه الساعة المتأخرة من الليل ؟! قفزت من سريرها واستجمعت كل شجاعتها وقررت فتح باب شرفتها ، أزالت مزلاج الأباجور الخشبي وخرجت إلى الشرفة تستطلع الأمر ، وجهت كاشفا علّها ترى وجه اللص ( كما توقعت) الذي يحاول التسلق ، لكن محاولتها باءت بالفشل وبنظرة خاطفة إلى الشارع لاحظت وجود سيارة في وسطه تقف بطريقة عشوائية مستعدة للاقلاع فتسارع نبضها ، وتوجست خيفة، وبدأت تنسج في خيالها المتوتر بعض التوقعات المحمّلة بالسوء كما هي العادة في مثل هذه الأحوال ، حاولت ابتلاع ريقها الجاف فطقطقت حنجرتها وهي تزدرده ، لكّن صوت هدير السيارة المقلعة بعد اطمئنان سائقها على من معه بأنهم قد وصلوا بأمان إلى شقتهم هدّأ من روعها قليلا ….
صدى الأصوات ذاتها مازال يطرق سمعها بقوة ، ياالله !! تمتمت شفتاها المرتعشتان ، وتساءلت عن مصدرها والخوف بدأ يدب في أوصالها من جديد ، وينهش قلبها بأنيابه الحادة كوحش مفترس ، مما دفعها لكسر حاجز الخجل في هذه الساعة المتأخرة من الليل ومهاتفة صديقتها المقربة المقيمة في البناء المجاور التي هالها الأمر فأوكلت إلى أحد الجيران المطلين على نفس الحديقة تفقد الوضع فطمأنهما بعدم وجود مايقلق ..
عادت للاسترخاء في سريرها ومازالت الطرقات ذاتها تفسد رغبتها للنوم ، انقطع التيار الكهربائي عن الحي في موعده المعتاد وهي تتقلب في فراش القلق ، وخبا هدير المكيفات ومرت دقائق توقفت معها الأصوات التي أقضت مضجعها .
انتفضت جالسة تسترق السمع بفمٍ فاغر وعينين جاحظتين ، واطلقت العنان لضحكات هستيرية حين أدركت أن هذه الطرقات ماهي إلا صوت قطرات الماء المتكاثف المتساقط من تلك المكيفات على أوراق الشجر ….
شفيقة