Views: 4
حلمٌ جريحٌ
يفكُّ قيودَ الدمعِ وجدٌ مشاغبُ
إذا جنّ ليلٌ واستفاقتْ كواكبُ
تؤرّق قلبَ الصّبِّ هادلةُ الجوى
ويُفتحُ بابٌ للحنين مواربُ
أقلّبُ أوراقَ الزمانِ بغصّةٍ
ففي صمتها حلْمٌ جريحٌ وهاربُ
سقى الله أياماً تبسّمَ وجهُها
ومن يدها كنّا الهوى نتناهبُ
بأحضانها الجنّاتُ مدّت بساطَها
وأومتْ إلينا أنْ عليه تلاعبوا
تجمّعُنا في مجلس النّورٍ ألفةٌ
وتعذبُ من صَفو القلوبِ مَشاربُ
نهزّ جذوعَ الحبّ يسّاقطُ الرضى
ففي كلّ غمدٍ صارمٌ يتثاءبُ
كأنّ جنونَ الرّيحِ مزّقَ ضوءَنا
وفارَ سوادٌ في الخرائبِ ناعبُ
وفي غسقِ الأوهامِ غامتْ بصائرٌ
ومرسى الأماني ضيّعتْهُ المراكبُ
غرقْنا بلجِّ القهرِ حدَّ اختناقِنا
وألقتْ بنا خلفَ البحورِ النّوائبُ
على جرحِنا الْتمَّ الذّبابُ مصفّقاً
وفي دمِنا غاصتْ لديه شواربُ
وعنه تغاضى من يُرَجّى غِياثهُ
فزاد انتفاخاً باركتْهُ المراتبُ
إذا شاختِ الأحلامُ في مَيعة الصِّبا
وأنذرَها بالموتِ يأسٌ يغالبُ
وأغمضَ عينَ الدّربِ في غيهبِ الرّجا
حطامُ الأماني كدّستهُ المتاعبُ
فلاتشكُ للّيل الطويل سوادهُ
وأشعلْ بهِ شمعاً وناراً تعاقِبُ
إلى أنْ يدقَّ الفجرُ عنْقَ ضلالهِ
ويمتشقَ الحقَّ الرحيمَ مُطالبُ
… ..
فاطمة
3/2/2021