Views: 4
(مرضي المشهد ١٩)
( جاجات الهانم …)
…..في طريقها (تدحثرت) في طشت ماء معد للغسيل لم يكتمل ركلته برجلها وهي تتمتم بعبارات فهم منها:
إنداري شو كان مصبرني على العيشه )
، (خلي الدار الك خاف الله معيشني يعبدون )
( ولا موديني على تركيا زي هالنسوان)
( أي قشل على هيك عيشه الي ما شفت منها الا وجع الراس منك ومن الي حواليك )
وعلى درج المقعد صادفتها (بسه) تطلب حاجه بصوت ضعيف (ركلتها برجلها بلا رحمه (حلي عني انتي الثانيه هو أنا ناقصك ) ……
قبل خروجها أفرغت بحاله من الفوضى خزانتها من ما خف حمله وأحضرت البعض من على حبل الغسيل وأصرتهن بشار (طبعا” الذهبات عند أختها) من باب الاحتياط (مهي عايشه مع حرامي)
بالمقابل المحروس جوزها الحاج التقي (مرضي ) غير آبه بها وبحديثها وهو بسرواله الأبيض وفانيلا بلون مغاير بمحيط المنزل يقوم باشعال النار بكوم من الأعشاب الجافه ويبحث ما جادت ب الارض من (خبيزه علت حميض سلق) وقد أعتاد عليها بكل موسم وقد سمع صراخها
….متمتما” بعبارات فهم منها ( مع القلعه) ( درب تودي ما تجيب ) ( الله يهديكي)
تخرج هاتفها تستعجل شقيقها القادم لأخذها وبعصبيه ( أه وين صرت هايني بستناك على رأس الدخله )
(مرضي) بجانبه حبل الغسيل يتناول (يأنس الصلاه) ويطلب من أحد أبناءه اللحاق بأمه لاعطائه لها …..وقد أعتادت على لبسه بكل الاوقات ….
حضر شقيقها وأصطحبها الى منزل أهلها ……
عم الهدوء في محيط المنزل وداخله دخل (مرضي ) إلى المنزل هادئا” مستسلاما” لواقع إعتاد عليه ….
كان سبب المشكله هو إصرارها على تغيير( برادي) غرفة الضيوف في ظروف اقتصاديه لاتسمح وطلبات أخرى ليس من أولوياته …..(مرضي ) إصطحب ابنه الصغير ذو الثلاث سنوات الذي حاول اللحاق بأمه بلا بنطال والبسه ما تيسر وسأل الابنه الكبرى (مال أمك ) أجابته ( والله مابعرف كانت تحكي مع خالتي (منتهى) وفجأه أخذت بالصراخ علينا وعليك وغادرت قبل أن تنهي طبخ اجاب بهدوء(حصل خير بتعقل إن شاء الله ) وطلب من إبنته اطفاء الغاز عن (الطبخه ) واتصل مع أحد المطاعم وأوصى على (منسف)……
في اليوم الثاني وبكل هدوء أيقظ أبناءه إلى المدارس وافطرهم وغادروا وأخذ الابن الأصغر إلى دكانه مجاوره وشرى له حاجته وعاد يقلب محطات التلفاز بحثا” عن ما يشغله ووجد أن جميع الاخبار (تسد النفس)….وعاد إلى محيط المنزل ….
ليلا” هدوء تام الأبناء كل على دراسته وأوقات الفراغ على مسلسلات متابعينها وبالاثناء وصلت عدة رسائل على هاتف البنت الكبرى من آلام فحواها:
* شو تغديتوا
* سقيتوا الزريعات
* طعميتوا الجاجات
* رحتوا على المدرسه ومين صحاكوا
كانت إجابات البنت بنعم وان ابوها عمل كل شيء واستغربت من الاكل الجاهز الي
دب عليه بغيابها ….
واجابتها عن الجاجات ان ابوها اتصل مع ابو يحي بده يبعيهن له….
رساله أخرى من آلام (الحردانه) لابنتها الكبرى مضمونها ) (شوفيلي خالاتك بعثات شئء على القروب لانه ما عندي نت ) أجابة البنت ؟اه بعثات بذكرنك برحلة الجمعه على المزرعه )
أجابت : رحلة شو حسره علينا هي المزارع لاشكالنا إحكيلهن بدهاش تروح والا أحكيلهن خليهن يأجلنها)…..
الهانم ؛
في منزل ذويها دخلت المطبخ بحثت عن مايسد رمقها من نواشف وحاست بعض الغرف حيث (الراوتر) الذي تبين لها انه (مفصول) أخذت تقلب وتسلي نفسها برسائل قديمه بتنهد يخالطه الندم ……وهكذا أمضت ثلاث أيام إلا ان حضر أخيها الأكبر وعلم ما حصل وشاهد وضعها ولوجود علاقه وطيده له مع زوجها (مرضي)اتصل به ومباشرة خاطبه ( ابو السعيد تحياتي هيني جايبلك مرتك بمون عليك أنا …..إنتهى) أجابه ( مرضي) والله بتمون على الاكبر من هيك (أبو إيهاب) إنت عارف الصح الي بدك إياه بصير) مباشره طلب منها تجهيز أغراضها دون أي إعتراض (وهي ماصدقت ) …..
عاد بها شقيقها إلى المنزل استقبله مرضي بترحاب معهود وخاطبه شقيقها بقوله لا تحكي شئء (ابو السعيد ) أنا عارف كل شئء وأنت أصيل طول عمرك وإحنا حبايب دون هالنسب ورفيق الطفوله أجابه (مرضي ) (أمرك أبو ايهاب تفضلوا وهيني بدي اوصي عشا…..)
تمتمت بقولها (دب عليه الكرم هالسع ابو الخبيزه
بوصي جاهز من أميت طول عمري بطبخ ألك ولاهلك خليني ساكت أحسن )
دخلت غرفتها بعد ان طلبت من ابنتها ان( تشبك) له (نت) بسرعه . بعد وداع أخيها (حاست) في الغرف ووجدت كل شئ على حاله وأفضل وكل شئء في مكانه ولم يعبث مرضي او الاولاد بشئء يشعرها
(انها خربت بعدها) وقطع عليها (مرضي,) مقولتها الشهيره (والله لولاي غير إدودو )…..اقترب منها مرضي مراضيا” (هلا بالغالي نورتي بيتك) أدارت وجهها مكابره على نفسها لم تجبه بلحظتها ولكنها أرادات أن تجد حجه للرجوع أو حتى للحديث ……وبصوت حاد إسمع (والله لولا الجاجات ما برجع……)(بس خليني ساكت…..)
(مرضي بهدوء (تدللي ياغزاله …..
وبالاثناء رن هاتف (مرضي ) والمتصل صديقه المقرب (ابو يحي ) الذي خاطبه بقوله ( أه حج (مرضي) جاي أخذ الجاجات الي يعتهن اليوم ) أجابه (مرضي ) (جاجات شو أبو يحي بطلت أبيعهن ما بتدري انهن سبب وجود وإستقرار البعض …..وأغلق الهاتف)
دخلت غرفتها وارتمت على التخت محلقه في سقف الغرفه شاهدها (مرضي ) خاطبها بهدوء (بيش بيفكر الغزال) لم تجبه بلحظتها وكرر عليها السؤال نفسه وبعد برهه قالت ( سقف الغرفه منشي بكره جيبلي علبة دهان .. وخلي واحد من الأولاد يدهنه…….)
عوده إلى الوراء نفس الاسطوانه…………..
(فليسعك بيتك……..)……..
** كثيره هي الأشياء البسيطه في محيط منازلنا او بأوطننا ككل هي بالأصل أساس لوجودنا إعتدنا عليها على الفطره ونحن إليها نعشقها رغم بساطتها وجب أن نحافظ عليها وإن تركناها او تجهلناها تشعرنا بالحزن وجب علينا التمسك بها وان أستهلكت تبقى من التاريخ والقيم والعادات
بالمقابل لدى البعض مكاسب وفرص إستحوذا عليها برفاهيه لفترات طويله بهذا الوطن وجب علينا أن لانلعنها إن غادرتنا وان لايكون ولائنا وإنتمائنا إنصب على فترة بقائنا بها ….
فهي لم تدم لغيرنا …..
الولاء للمناصب غدت ظاهره
(حبوا أوطانكم فهي الباقيه )…
والباقي تفاصيل …….
(عيب عليكم ……….)
،