Views: 3
ابنةُ الريحِ
🕊🕊🕊🕊🕊🕊🕊🕊🕊🕊
أعُوذُ بالله من غفلةِ امرئ ٍ تمنى علىٰ الله المَنِيَّة.
مُفلِسٌ هو .حتام سينشر للظلام منابر .؟
في لحظة الضياع وأنت تستفيق على أحلامك المهمشة،
وأنت تسافر في طريق الضباب، تسقط علىٰ قارعة الاحتمال،
فيتنفَّسُك النسيان على حافة التيه. دع أمواجَ التأويل الهائجة، لا تجعلِ الغبارَ يتسلَّل إلىٰ أجنحة الرُّوح،
لا تتركِ السّرابَ يقودك إلىٰ تشَظِّي الرؤىٰ؛ فللذاكرةُ دهليز ينُوح فيه المدىٰ..تلك الأرض تصدَّعَت من هول ما رأت.
ألا يحِقُّ لها أن تصرخَ وتتركَ خلف الشَّفَق شقاءَ الوجود
سرًا ثقيلًا بمواسم يهجرها الفرَح ..
مَن أيقظ في وجداني ظلَّاً لشوقك؟! ماعاد قلبي ينبض بالحنين، لكن مازال وعدُك يا الله أمام ناظري وفي يقيني . أفتشُ عنه
وأنا أعبر دروبَ التيه، كأني أنادي رؤايَ القديمة،
وأمضي بعشقي أحاور أطيافَ نورِك الفاضحة لكل خداع،
يامنَّان !وأنت تُخرِج أمتك من موت الذلة والخنوع،
وأنت تُظهِر الحقَّ في زمن الحق أبكم …
تعالَ نهدهِد رعشة أوتار القلب بصلاة المحبة!
قُم يا ذاك والبِس ثوبَ الضياء وأنت عائدٌ من مَنفاك البعيد!
ادخلْ في لجّة النور ، لا يحصدُ الإنسانُ إلا ما يغرس .
أنا العائدة بيقين الشمس، أرتل وجعي. بصبري الأبديّ ،
أرمِّمُ صورَنا المتَكَسِّرةَ وأنا أحبو حافيةً فوق رماد الأحلام. انطفأتُ قبل أن أولد ، أجلس على عتبات الملكوتٍ
كعصفورةٍ تنتظر النجاةَ حين يجِنُّ الليلُ بسكونه،
أشعر كأنك أبعدُ من أن أصِلَ إليك. ثم يتجلَّىٰ الكون،
يشهَق بك كأنكَ لم تغادرني. بل تدعونني إلىٰ مكانٍ لا يُرىٰ
لكي تعيدَ إليَّ الحياة . تقوّم اعوجاجَ عودي كلما مال به الهوى، فأعودُ إليك دامعةً خاشعةَ القلب خجلةً من فرط البعد، تعلِّمُني أني بك مكتملة، وحين أقول أحبُّك يشتعل كَوني بالضوء، ويمتلئُ صدري بطمأنينة العارفين . حين تسكنُ رُوحي فأني أحبُّك ولا تقوىٰ لغتي علىٰ البَوح، أحبُّك يا الله والبَوح قاصر، ولكن لأنك لغتي فهي لا تعرف للميل سبيلا ..
لأنكَ الرؤوف لم تنسني فجئتُ أكتبُك .
عندما يغفو الورىٰ أسقي الشعرَ كأسَ الأمنيات، وصراخُ الآهِ يصخبُ في فؤادي . أمشي مع الأيام خائفة، أعرِّجُ مع الأحلام تائهة.. تنتصب كلُّ حواسي في ليل المتعبين،
أصِفُ جراحي .. وعقلي من الحزن المبعثر ما غفىٰ،
سئمتُ حديثًا قاسيًا متكلفًا… في فهمي ما صفا
يظل يعاتبني ويسأل مَن أنا؟!أنا يا بنَ مهجتي
حُلمٌ تغازله المنايا أنا بنةُ الريحِ والأمطارُ أمي،
وخلف الغيم تمطرني الحكايا وربي يعرف قلبي
الذي انهار وحاصرَتْه عقاربُ الوقت .
هو يرعاه .. سيأخذه إلى ملكوت ضوئه في غفلة الميقات
ويستلُّ رُوحي من بين جدران الدمار.. تتساقط الدموعُ
من عيون الرُّوحٍ وأنا أبحث عني في عبوري؛
فالطوفانُ تلك المرة لن ينتظرَ نبيًا آخر ..
أرنو إليك.. أرجوك يا إلهي وأنا متعَبة مشرَّدة
بين أرصفة الوجع، أركُضُ بحُزني المقدس علىٰ أكتافي وضحكاتي المنسية مع مواعيد الشمس ..
قد جئتُك والحياءُ يُسابق خطواتي، فالتقِطني
من قسوة الحياة!! ضُمَّ تبعثُري بعفوك ورضاك، لا تُسقِطني في بئر الصمت، والخُذلانُ يأتي بخذلان .. لا تتركْني إلىٰ الخُنوع. افتح لي نوافذَ نحو جهة لا تطَؤها الحَيرة ..
إنها العاشرة بتوقيت الغفران فكن لي الأمانَ والسكِينة،
وعلِّمْني أنَّ الحقَّ لا يُستجدىٰ بل يُنتزَعُ انتزاعًا،
وأنَّ من يريدُ يستطيع
فإني سائرةٌ إلىٰ المجهول وبهُداك أهتدي
أنِر قلبي إلىٰ الحقِّ الذي ضلَّ عنه الناس .
ولا تجعلْني أطيع هواه حين ينصرم العُمر
بضجيج لحنه الأخير. اجعله يبنى للحب عشًا
علىٰ الصراط لا نُبتلَىٰ فيه بقتل العاشقين …
🕊🕊🕊🕊🕊🕊🕊🕊🕊🕊
بقلم يمامة النيل عبير محمد
4/6/2025