Views: 13
الأديبة ليلاس زرزور : الحبّ هو الغصن الذي تسامق بالقيم ليظللني و قارئي بفيءٍ من إنسانيةٍ ورقيّ:
*حاورها الكاتب الإعلامي سعدالله بركات
ليس مألوفاً ولا سهلا ، أن تُجري حواراً مع مسؤول في مجلة أدبية تكتب فيها وتنشر، فكيف إذا كان هذا المسؤول شاعرة وأديبة مبدعة، ورئيسة تحرير بارعة في مهنة المتاعب، وناقدة ومحاورة ماهرة؟
إنها ليلاس زرزور، التي حملت من حلب الشهباء عبق القيم وأصالة الروح، وجعلت من أمستردام فضاءً أرحب يزدان بمسيرتها الثرية ومعانيها العميقة.
خطواتها الأولى في عالم الأدب تماهت مع رقي التعامل وشفافية الرؤى، فانبثق من قلبها عطرٌ خاص تفوح به زهرة الليلك، المجلة التي منحتها اسمها ومنحتها هي عبقها.
واليوم، أرحب بها وبالقراء في رحاب الليلك الغرّاء، آملاً أن أكون قد وفقت في بناء حوار يليق بمكانتها، ويهزّ أزاهير بستان أدبي أنيق.
* أهلا بك سيدة ليلاس أديبة وزميلة مهنة وقلم .
**_ شكراً لك، وأهلاً بك الأديب سعد الله، كاتباً وصحفياً عتيقاً. لك السؤال ولي الجواب.
1_كيف وجدت نفسك في لجة القصيد ؟
عندما كنتُ طفلةً صغيرة، كنت أجلس في ركن البيت أستمع إلى أبي وعمّتي وهما يتبادلان مقطوعات الأبوذيّة، كأنهما يغزلان الليل من شجنٍ وعذوبة.
وكان أبي، في لحظات صفائه، يترنّم بالعتابا، فتغدو الكلمات ألحانًا تطوف في أرجاء المكان، وأنا مأخوذة بسحرها دون أن أدرك تمامًا ماهيّتها، سوى أنّها كانت تلامس قلبي كنسمةٍ ندية:
((أُسافرُ كالطُيورِ إلى بلادي
إلى حَلَبٍ بقلْعَتِها أُغَنّي
إلى بيتي .إلى أُمّي. وأرضٍ
أنا منها سأبقى وهْيَ منّي
وَدَمْعي من شِغافِ القلبِ يجْري
فَيا دمْعَ العُيونِ إليكَ عَنّي ….))
وحين بلغت الثانية عشرة، وجدتني أكتب لمدرّستي بعض الخواطر حبًا بها ، فقرأت ما كتبت وقدّمته لمدرّسة اللغة العربية، تلك التي رأت في محاولاتي بذرةً تستحق السقيا، فشجّعتني وأرشدتني إلى القراءة في كتب الشعر.
ومنذ ذلك الحين، فتحت لي الكلمة أبوابها، فبدأتُ بالنثر كمن يخطو أولى خطواته على أرضٍ عذراء، ثمّ ولجتُ شيئًا فشيئًا إلى بحور الشعر، حتى تمكنتُ منها، وصرتُ أصوغ قصائدي على أحد أوزانها .
2_ ما الذي أخذك للصحافة؟ ومن خدم من ؟ الصحافة أم الشعر ؟
بالأصل أنا أديبة و شاعرة ، تعلّمت الإصغاء لنبض الحقيقة كما يُصغي القلب لوشوشة الحلم.
دخلت الصحافة لأكون مصباحًا يسلّط الضوء على أرواح تستحق أن تُرى، وأسماء جديرة أن تُحفظ في ذاكرة الشعر.
كثيرًا ما كان يدهشني أن أقرأ لشاعر عظيم، تتقد قصيدته كجمرٍ دفين، يختبئ دفئه في طبقات من الصمت، فلا يراه إلا القليل.
حينها أحببتُ أن أكون الجسر الذي تعبر عليه القصائد نحو العالم .
وأن أجمع القامات الشعرية في فسحة واحدة، وأفتح للنصوص أبواب القلوب قبل أبواب الصحف،
حتى يصير الشعراء لبعضهم مرايا، وتصبح قصائدهم نجوماً تتوزع في سماء الأرض كلها.
3_ ما مسار الخط البياني لإبداعك الشعري ومحطات تصاعده؟
سؤالك يفتح لي نافذةً على دروبٍ عبرتها بروحي قبل قلمي..
مسار الخط البياني لما أقدمه لم يكن مستقيمًا هادئًا، بل كان مثل نبض القلب؛ يرتفع حين تتقد المشاعر، ويهدأ حين يثقلني الصمت.
كانت البداية أشبه بشرارة صغيرة شعّتْ في عتمة الروح، كتبتُها يومها ، بلا قيود الوزن والقافية، فقط همس الروح.
ثم جاءت مرحلة التعلّم والبحث، حين أمسكتُ بأدوات الشعر وطرقت أبواب البحور، أدرّب نفسي على انضباط موسيقى الحرف كما يتدرّب العازف على أوتاره.
بعدها ارتفع الخطّ أكثر، حين وجدت صوتي الخاص وسط صخب الأصوات، وصرتُ لا أكتب لأشبه أحدًا، بل لأشبه نفسي، وليكون النص مرآةً صافية لروحي.
أما محطات التصاعد، فهي كثيرة:
قصيدة كتبتها وأنا على حافة الوجع، فكانت صادقة حدّ أنني بكيت وأنا أكتبها كمثل قولي :
((ياأهلَ غزّّةَ شمْسُ النصْرِ قادمةٌ
لتَغْمُرَ الأرضَ والأزهار والشجرا
ياقُدْسُ صَبراً فإنَّ النصْرَ يَرْسُمهُ
أبطالُ غَزّةَ والعُقبى لمنْ صَبَرا))
قصيدة أخرى جاءت في لحظات نشوة وامتلاء، فحلّقت بي عاليا.
إنه مسار لا يتوقف عند محطة واحدة، فالشعر بالنسبة لي ليس خطًا يصل بين نقطتين، بل هو خطّ صاعد أبدي، كلما ظننتُ أنني بلغت القمة، أطلّ عليَّ أفق أبعد وأرحب.
كتبت الشعر والقصة القصيرة وقصص الأطفال ثم بدأت بالنقد الأدبي والمقالة وكتابة مسرحية شعرية و أخيرا أكتب رواية أتمنى أن تظهر للنور قريبا
4_ الحب جذر يراعك وغصونه تتسامق قيما ، هل هي رسالتك للحياة؟
الحبُّ عندي ليس عاطفةً عابرة …
بل هو الجذر الذي يتغذّى منه يراعي، والجذوة التي تبعث الدفء في نصوصي.
هو البذرة التي أنبتت كل حرف، والغصن الذي تسامق بالقيم ليظللني ويظلل قارئي بفيءٍ من إنسانيةٍ ورقيّ:
((خُذني بحبِّكَ للكَواكبِ في الفَضا
نحيا هُناكَ بها ..وَننسى ما مَضى
يَكفي بأنّي في غيابكَ عِشْتً في
شَـوقٍ تأجَّجَ مثل نَيرانِ الغَضا
عَهْـدُ الهوى ما بَيننا سيظَلُّ في
قلبي لآخرِ نبْضَـةٍ لنْ يُنقَضا ))
إنه رسالتي للحياة، أن نزرع في القلوب ألفة، وفي العيون بصيرة، وفي الأرواح قدرة على الصفح والتسامح.
أكتب بالحب لأني أؤمن أنّ الحرف الذي لا يخرج من شغاف القلب لا يصل إلى أي قلب.
((دعْ عنكَ مَن يسْلو الغَرامَ ويخرُجُ
وَعليهِ بيتاً للعَناكبِ ينسِجُ
وَدَعِ الذي يجفو هواكَ فَما لهُ
عَهـدٌ وعن تَرْكِ الهوى يتَحَجَّجُ
لاخَيرَ في نار الهوى إنْ لم يَكُنْ
بينَ القُلوبِ لهيبُها يتَوَهَّجُ))
فالحب عندي ليس غاية وحده، بل وسيلة لنشر الضوء، ولإعادة الإنسان إلى جوهره النقي .
5_ أيهما أصح أن نقول شاعر حب أم شاعر غزل ؟
من الناحية اللغوية:
الغَزَل هو فنّ شعري قديم عند العرب، يختصّ بالتغنّي بالمحبوبة، ووصف مفاتنها أو المشاعر نحوها. فهو مصطلح تراثي أصيل.
الحُبّ أوسع من الغزل؛ إذ يشمل الغزل العاطفي، لكنه يمتدّ أيضًا إلى حبّ الحياة، حبّ القيم، حبّ الوطن، حبّ الإنسان.
إذن …إذا كان الشاعر يركّز على وصف المحبوبة ومفاتنها ومشاعر العشق بالمعنى التقليدي، فالأدق أن نقول: “شاعر غزل”.
أما إذا كان يكتب عن الحب كقيمة إنسانية كبرى، يتفرّع عنها الغزل والوجد والهيام وكل تجلّيات العاطفة، فالأصح أن نقول: “شاعر حب”.
كل “غزل” هو حب، لكن ليس كل “حب” غزل.
6_ في قصيدتك ،، إني أحن ،، ترين العشق فرعا من الحب ، حين تقولين (الحُبُّ من ربِّ السماءِ أُصُولُهُ والعشقُ فَرْعٌ تصطَفيهِ الأنفُسُ ) أيهما اصدق تعبيرا؟
الحبُّ هو الأصل، لأنه الجذر المغروس في أعماق الروح …
هبة من الله تتسامى بها القلوب.أما العِشق فهو فرع من ذاك الأصل .
حين قلتُ:
“الحُبُّ من ربِّ السماءِ أُصُولُهُ والعشقُ فَرْعٌ تصطَفيهِ الأنفُسُ”
كنتُ أرى أن الحب أصدق، لأنه أشمل وأطهر …
لكن العشق أكثر فرادةً وحرارة، وهو أحد تجليات الحب العميقة.
فالحبّ هو الحقيقة الكبرى، والعشق صورة من صورها.
7_ تراك متأثرة بملك الشعر أبي فراس الحمداني ، ما لفتك في قصيده ؟
أبو فراس الحمداني مدرسةً قائمة بذاتها، لأنه جمع بين صدق العاطفة وجلال الكلمة، بين الفروسية والبوح الإنساني العميق.
ما لفتني في قصائده أنّه كتب من قلبٍ مجروح وأَسَرٍ ثقيل، و صاغ الألم بحروفٍ من ذهب، فصار وجعه وجعَ الناس كلّهم.
قصيدته «أقول وقد ناحت بقربي حمامة»، وصرخته في «أراك عصيّ الدمع»، توحي بأنه يفيض بالشموخ والحنين.
وفي محاولتي لمجاراته، لم أبحث عن تقليد، بل عن ملامسة ذلك الصدق الدافق، فجاء قولي:
غَدا الحبُّ مَـدّاً بيننا مالَهُ جَزْرُ وكُنتُ من الأمواجِ ينتابُني الذُعْرُ
وَحارَ فُؤادي بين صَمْتٍ ولَهْفَةٍ بخَيمةِ أشواقٍ يفوحُ بها العِطْرُ
أُكفكِفُ دَمعاً سالَ من رَهبةِ الهَوى ورَغمَ دُموعِ العينِ يبتَسمُ الثغرُ
كَريمةُ أصْلٍ لا أرى الحُبَّ ريبةً إذا كان نبضُ الروحِ يحرُسهُ الطُهْرُ
فيَغرقُ في عَينيهِ قلبي بصُورَةٍ كمثلِ غُروبِ الشَمسِ يأخُذها البَحْرُ
لأنّكَ مِلءَ العَينِ والقلبِ والرُؤى لَهيبُ الهوى برْدٌ وليسَ بهِ جَمْرُ
كانت مجاراةً للحالة الشعورية، أكثر منها للمبنى الشعري؛ حاولت مجاراة قصيدته علّ الشعر يظلّ جسرًا يصلني بتلك القامات العالية.
8_ الحب في قصائدك قيمة إنسانية بمافيه من كرامة وسعادة ويقول جبران المحبة حرية ، فهل قاربت هذه الثنائية في مسارك الشعري ؟
الحبّ في شعري هو قيمة إنسانية تتكئ على الكرامة لتُثمر سعادة.
فأنا لا أرى حبًّا يليق بالإنسان إن لم يكن شامخًا بكرامته، ولا سعادة حقيقية إن لم تكن ثمرة محبة صافية.
وحين يقول جبران: “المحبّة حرية”، فإنني أجد نفسي أقترب من هذه الرؤية، لأن الحب الذي أكتبه لا يعرف الأسر ولا الانكسار، بل يهب الروح فضاءً أرحب .
لقد حاولت أن أقارب هذه الثنائية في مساري الشعري؛ فالحب عندي حرية تُصان بالكرامة، وكرامة تتزيّن بالحب.
وبدون هذا التوازن ينهار المعنى، ويتحوّل الحب إلى ضعف، أو الكرامة إلى جفاء.
9_ في مقارباتك النقدية ، ما المعايير التي تعتمدينها في اختيار النصوص وتحليلها ؟
في قراءاتي النقدية لا أتعامل مع النصوص ككائنات حيّة تنبض بمعانيها وتتشابك بدلالاتها.
أبدأ أولاً من صدق التجربة، فالنص الذي لا ينبع من تجربة وجدانية أو فكرية حقيقية سرعان ما يتهاوى أمام القراءة.
ثم أُصغي إلى الموسيقى الداخلية، سواء جاءت من إيقاع الوزن الخليلي أو من تناغم التفعيلة أو حتى من انسياب قصيدة النثر.
بعدها أنظر في تماسك البنية.. هل الأبيات مترابطة بخيط شعوري وفكري، أم أن النص مفكك يتناثر كحبات رمل؟
ولا أغفل عن الصور والرموز، إذ هي روح الشعر ومجازاته التي تفتح أفق التأويل. وأخيرًا أقيّم أثر النص على المتلقي، فالقصيدة الناجحة هي التي تشدّ القارئ من أول بيت، ولا تسمح له أن يتركها حتى نهايتها.
بهذه المعايير أقترب من النصوص وأحاول أن أقرأها بعين الناقد، لكن أيضًا بقلب الشاعر، لأن النقد عندي لا ينفصل عن الشعر، بل يكمله.
10_ في رصيدك 11من الدواوين الشعرية ومجموعة قصصية ، فما جديدك ؟ نشرا أو إبداعا؟ إشارة لديوانك الجديد ؟ وحبذا ننوه للقصيدة الملحنة ؟
خلال مسيرتي الشعرية كان لكل ديوان بصمة خاصة …و اليوم أحمل بين يدي أدباً جديدًا يختلف في الشكل .فقد انتهيت من كتابة مسرحية شعرية بعنوان “الحب الأبدي.. مجنون ليلى” أضع فيها التجربة العاطفية الخالدة لمجنون ليلى ، في إطار درامي يتماوج بين الشعر والفن المسرحي، لعلّها تكون إضافةً نوعية إلى رصيدي الأدبي.
أما عن القصيدة الملحنة … فقد غمرني الفرح حين اختار الملحن الكبير جعفر الخفاف إحدى قصائدي، وهي “إن تغب عني”، ليمنحها حياة أخرى .
ذلك الاختيار شهادة من قامة فنية نعتز بها جميعًا ..فقد أضاف لقصيدتي بعدًا سمعيًّا مدهشًا جعلني أراها بعين مختلفة.
11_ ماذا تعني لك حلب ؟
حلب هي ذاكرة الروح وطفولة القلب.
هي الحرف الأول في أبجدية مشاعري، والنغمة الأولى في موسيقى قصائدي.
أشمُّ في هوائها رائحة التاريخ، وأسمع في أزقتها صدى الشعراء الذين مرّوا من قبلنا وتركوا لنا إرثًا من الجمال والعراقة.
حلب تعني لي الصبر والقدرة على النهوض بعد كل جرح ..
تعني العراقة الممتزجة بالحداثة … تعني الأم التي تفتح ذراعيها مهما ابتعدنا.
هي مدينة تكتبني قبل أن أكتبها، وتغنيني قبل أن أنشد لها.
ذكريات طفولتي وتاريخ أفخر به نبضٌ لا ينطفئ، وجذورٌ لا تُقتلع:.
((إلى حَلَبٍ عَيني من الشَوقِ تَسْكُبُ
وَقلبي منَ الآهاتِ في البُعْدِ مُتْعَبُ
وَيُشجي خيالي حينما كُنتُ طفلَةً
أمامَ فَناءِ الـدارِ ألْهو وَألعَـبُ
وشوقاً إلى أُمي..إلى عطْرِِ ثوبِها
سَأُهْدي لها عُمْري لو العُمْرُ يُوهَبُ))
12 _ماذا تعني لك أمستردام ؟
أمستردام لوحة حيّة تتنفس بين القنوات والجسور، مدينةٌ تتسامى بالضوء والظل، وتهمس بالقصص لكل من يمرّ بها.
هي مكان التأمل والحرية، حيث تلتقي الحداثة بالروح القديمة، وتنبض الحياة في كل زاوية، فتشعر أنك جزء من تناغمها ..
مشرقة بزهورها وحدائق التوليب، حيث الألوان تتراقص في كل زاوية، فتمنح المدينة روحًا شاعرية وبهجة لا تُضاهى.
إنها مدينة تلهم الشعراء، وتجعل من كل كلمة موسيقى، ومن كل مشهد لوحة فنية …
تعكس انفتاحًا على العالم وإحساسًا بأن لكل لحظة قيمة، ولكل شارع قصة تنتظر أن تُكتب و تُروى.
13_ ماذا يعني لك الشعر ؟
الشعر هو اللغة التي لا تُترجم، والنبض الذي لا يخبو، والمرآة التي تعكس أعماق الروح قبل أن تعكس العالم.
هو الوطن الذي أسكنه بلا قيود، والفضاء الذي أطلّ منه على الحياة، حيث تصبح الكلمة أجنحة، والمعنى نورا .
هو تجربة وجودية …حبٌّ وحريةٌ وصدقٌ يجتمع في نسقٍ واحد، يُحيي القلب ويوقظ الوعي، ويجعل من كل لحظة حياة كاملة.
14_ ماذا يعني لك موقع Lilak Press ؟
Lilas Press هو امتداد لروحي على العالم الرقمي ..نافذة أطلّ منها على القلوب التي تبحث عن الشعر والفن والكلمة الصادقة.
هو مساحة أُحوّل فيها الحروف إلى رسائل، واللحظات العابرة إلى أثر دائم.
بفضله، أصبح بالإمكان أن تتلاقى العواطف والفنون، وتُقرأ الإبداعات في أي زاوية من العالم، فيصبح Lilas Press جسراً يربط بين الشاعر وقرائه، بين الحلم والحقيقة، بين القلب والفكر.
15_ ماذا تعني لك مجلة زهرة الليلك ؟
مجلة زهرة الليلك هي حديقة تتفتح فيها الكلمات وتزهر فيها الإبداعات،
مساحة أحتضن فيها الشعر والفكر والفن، لأقدّم للقراء ألوان الأدب وروائحه العطرة.
أشعر فيها بأنني أُحرس بوابة للإبداع، وأُسهر على أن تصل القصائد الجميلة والأفكار القيمة و الفن بكل أنواعه للقارئ بصدق وجمال، لتصبح المجلة جسرًا بين الأقلام و القلوب .
16_ وماذا عن النقد ؟
النقد هو المصباح الذي يضيء زوايا النص … والعين التي ترى ما قد يغفل عنه القارئ. هو حوار صادق يرفع الكلمة إلى مستوى الوعي والجمال.
وأداة لإبراز جمال النص ليغدو أكثر وضوحاً وعمقًا .
وفي رحاب عيد المولد النبوي الشريف هديتي للقراء الأعزاء :
((قلبي إلى أرضِ المدينةِ قد هَفا
لأشمَّ عطرَ الخُلْدِ قربَ المُصطفى
حتّى الهواءُ هناكَ في أرجائها
من نُورِ طـه فيه أنسامُ الشِفا
قلبي لطولِ تشَوُّقي لمُحمَدٍ
لو زُرتها ألفاً وألفاً ما اكتفى
هو سيدُ الكونينِ والقمرُ الذي
بوجودهِ نبضُ القلوبِ قد احتفى
وهو الشفيعُ لنا وَمنْ ربِّ السَما
عن قابِ قوسينٍ دَنا وَتَشرَّفا))
*وافر التقدير لهذه السانحة وسط مشاغل أديبتنا المبدعة ،و كلّ الشكر للقراء والمتابعين الأعزّاء ، فمعهم وآرائهم النصوحة يسمو الأدب بارتقاء .
*حوار الكاتب الإعلامي سعدالله بركات