الشاعر محمد عصام علوش / غايةُ الجودِ

تداولت وسائلُ الإعلام أنَّ بعض الإخوةِ الفِلِسطينيِّين في قطاعِ غزَّةَ والضَّفَّةِ الغربيَّة قاموا بجمع
سبعين ألف دولار لمساعدة إخوتهم من السُّوريِّين اللَّاجئين المشرَّدين في الخيام بعد مَوجةِ الثَّلج
والبرد القارسِ والرِّياحِ العاتيةِ، فكانت هذه الأبياتُ عفو الخاطر:
غـايـةُ الـجــودِ أنْ يـجـودَ الـفـقـيـرُ حيـن يُـزجيهِ لـلعطاءِ الـضَّمـيـرُ
عَـيْــشُـه عَـيْــشُ بُـلْـغَـةٍ وكَــفــافٍ لـيْس يبقى بعد الكـفـافِ الكـثـيـرُ
يـا فِـلـسـطـيـنُ كـمْ وَلَــدتِ رجـالًا أريَـحــيِّــيــن مـا ثــنـاهُــمْ نـفـيـرُ
يـا فِـلِـسطـيـنُ أنـتِ لـلـبَــذلِ روحٌ ومَــنـارٌ بــكِ الــزَّمــانُ فـخــورُ
وجهُـكِ الـمُـشـرقُ الكـريـمُ مِـثـالٌ لِـغَــيـورٍ مـا هَــمَّـه مـا يَـصـيـرُ
حَـزَّ فـيـكِ الحـصارُ بَـرًّا وبحـرًا وطغـى فـيـكِ غـاصـبٌ وحـقـيـرُ
وتــنـــزَّتْ إلى الـجــراحِ سِــهــامٌ لـيْس تـرتاح من أذاهـا الـظهـورُ
وتـمـادى في ظُـلـمَـةِ الـلَّـيْـلِ بـاغٍ وتـعـامى عــن الـعُــتـاةِ الأجــيـرُ
كـمْ تُعـانـيـن من قـيـودِ الأعــادي كمْ قضى فيكِ في السُّجونِ أسيـرُ!
ثـمَّ هـا أنـتِ في ابـتـلاءِ الـلَّـيـالي حــيــنــمـا أزَّ لـلـرِّيـــاحِ زئــيــرُ
حـيـن طاحـتْ من السُّيـولِ خِـيامٌ فـبـكى الطِّفـلُ واستجار الكبـيـرُ
حـيـن في الـصَّمتِ لـيْس إلا فَـناءٌ فـاغِـرُ الـثَّـغـرِ في الـبرايا يدورُ
حـيـنـمـا كان لـلـضَّـعـيـفِ أنـيـنٌ ضارعٌ يُـسـتَـفَـزُّ فـيهِ الـشُّـعـورُ
تـسـتجـيـبـيـن لـلـنِّــداءِ ســريـعًـا كيْ يـنـامَ الـشَّـريـدُ والـمَـقـرورُ
كيْ يُعـافى مِـن الـسَّـقـامِ رضيـعٌ هدَّه الوَهْنُ والأذى والـضُّمـورُ
إنَّـهـا هَــبَّـةُ الـكـريــمِ تـسـامَــتْ فـتـغـنَّى الـهَـزارُ والـشُّـحـرورُ
إنَّـما نحـن في العـروبـةِ شعـبٌ لا شعوبٌ وقـد عنانا الـمَصيـرُ
نحن في الخطبِ إخوةٌ في ثباتٍ نحن للأهلِ في الشَّآمِ الـنَّصيـرُ
محمد عصام علوش
31/1/2022م