عاشقة اللهو على حبال المشانق

**عاشقة اللهو على حبال المشانق**
وجدتها تائهة في غربتي
حين كنت أنبش في فوضى الذكرياتْ
جريئة كما عهدتها
ترسم بعينيها وجعا دفينا
تناشد سفرا في مدى الأمنياتْ
غبيّ من يعتقد أنها فانية في العشق
غبيّ من يعتقد بأن الذكرى تؤلمها للمماتْ
كانت فقط تتزيّن للقمرْ
واعدها حين كانت طائشة تعشق السمرْ
وأفنتْ في الانتظار عمرْ
وجدتها حرفا تائها في تمائم الغجرْ
تلتقط الأصداف على الشاطئ
وتصنع عقدا أباجديّا للعاشقاتْ
وتضع قفلا على الجسر الباريسي
أبلغ إشارات الحب علاماتْ
وترسم على الرمل مدنا بلا مشانق
وجدتها تائهة في دفتري
تداعب دون وجل حبال المشانق
إنْ شئتَ يا سيدي
دعني أنزع يُتمي وأعانق
عاشقة الفراشاتْ
تبحث عن شيء ضاع منها بداخلي
صبيّة ولهانة عاشقة
تشتهي الركض حافية
وفي كل خطوة تدقّ مسمارا صدئا
في جماجم الأرض المسعورة
وفي أعين الطغاة
وفي غياهب المسافات
وفي قلبي
يا عاشقة السنابل المنحنياتْ
ألم تعلمي بأنني أفنيت عمرا في السجالاتْ
قلبي أصدأ من مسمارك
يحتضن الأناشيد في كل المقاماتْ
إنك حبلى بالخصب كتلك الغيماتْ
فامطري حيث شئت
فإنني ممتدّ في كل المساحاتْ
بقلمي: عبدالستار الخديمي – تونس