Views: 60
عنقاء الياسمين : هدى عبد الغني*
*بقلم الكاتب الإعلامي سعدالله بركات
لامبدع بلا طموح ، ولا إبداع بلا طاقة خلاّقة ، ولمّا كان الإبداع تجديدا ، فهو الشعلة التي تضيء طريق الغد ، ولا يخرج الإبداع الأدبي عن هذا الإطار محددات أو مخرجات.
وها نحن اليوم نتوّقف ،أمام تجربة إبداعية أدبية من هذا الطراز، عنوانا ومتنا ، هي تجربة المبدعة هدى عبد الغني ، بل اسما ونتاجا ، تظلّلا بفيء ياسمين شآمي ، فتضوّع أريجه شعرا ونثرا لحكايا وقيم ، عبقت به منصات نشر سورية وعربية وأوروبية ، ومنابر غير مهرجان في أنحاء سورية .
هدى ، والاسم غنيّ بالمعاني ،منها ضوء الإيمان ولا يكون إلا في القلب،
ومنها الإرشاد، أو التنوير إلى الطريق المستقيم، وهو يدلّ على الحق، فالهدى عكس الضلال .
وكما هو الإسم رقيق اللفظ ولطيفه، فمن سمات حاملاته ، الذكاء والطموح والإخلاص والمبادرة ،تراها فتاة صبورة ، جديرة بتحمل المسؤولية ، وشخصيتها مليئة بالطاقة الإيجابية، وبثّ السعادة في قلوب الناس، وتقبّل آرائهم ، كما أنّها ودودة القلب والنفس .
ولعلّ من يقرأ أشعار هدى عبد الغني ، يلمس مدى تمثّلها ،هذه الصفات ، وهي تصوغ قصيدها شعلة أمام الناشىة ، مكرّسة قيما تربوية ومجتمعية سامية ، وهي التي نذرت نفسها لرسالة التعليم والتنوير .وهي التي تعدّ التعليم :” رسالة الأنبياء ..وأمانة لدينا من الأولياء يؤديها الشرفاء# #.
حين فاح شذى يراعها من ،، أزهار الحرف ،، وصفحاتها لفتني أول نصّ أقرأه لها ، بسلاسة لغة ، وصور بلاغية جاذبة ،كان بعنوان :
(صوتك زوادة أيامي )
……..
” سأخلع ثوب الموت عن أيامي
وأروي أزهار عمري و أعانق السماء
وأنا أسمع صوتك
…..ّ..ّ….
وأنا أتخيل ظلك في كل مكان
وبراكين اللهفة أغرقت القلب
…….
لكن صوتك
عاد يغزل الفرح في عمري
وعدت لأملأ زوّادة أيامي
من حبّ وأمل
…………
وصار وجهك يحاصر أيامي
ويستوطن المرايا
ويبقى صوتك زوادة أيامي”
” صوتك يغزل الفرح” وجهك يستوطن المرايا” صور شفيفة محمولة على مفردات رفيفة ، فأمتعتنا بلوحة جاذبة ، والشعر:لوحة فنية مرسومة بالكلمات ، حسب شاعرتنا نفسها ##
موهبة هدى تفتّحت مبكرا عن أكمام أزاهيرها ، فمنذ المرحله الابتدائيه كانت ممتيّزة بمواضيع الإنشاء ، أحبّت الشعر وبدأت تكتبه ،مشدودة بكل ما يثير الأحاسيس من فرح وحزن وحبّ على ما تقول في حوارها في مجلة ازهار الحرف الغرّاء **
(إبق كما أنت )
“إبق كما أنت كوردة برية”
…..
،،إترك نظراتك تعيداني..
إلى حدود قارات العشق المجنونة
دعني أتجوّل حول
مدارات عينيك
فأنت الحياة كلها
……..
فأنت روعة الأشياء
كيف لا أفتقدك وروحي
عالقة على جدران وجودك..،،
ولاتكتب مبدعتنا لمجرد أن تكتب ، الشعر عندها رسالة وبلسم حياة : ((هو سبيل الحوار والتفاهم بين الشعوب، الأكثر تعبيراً عن المشاعر، وكل ما يختلج في الصدور ، فلم لا نعود لأنفسنا ، خارج ضغوطات الحياة ، ونريح قلوبنا وأرواحنا بقراءة أوكتابة قصيدة أو نثرية ، تبعدنا عن القنوط والمتاعب ، فالأمل سرّ الحياة ## .
ديوانها الأول جاء بعنوان لافت ،، اللّهب القارص ،، وتعني به ،لهب الحب المفجّر للمشاعر،وما الحياة بدونه ؟!! تراها تنشد فيه:
( داخل ظلّي )
” وأنا أسيرة مداراتك
لنجوم ليلك
موسيقاها الخافتة
وأناديك يا أنا..
…….
داخل ظلّي ..داخل دمي
حتى لو ابتعدت
سأحبّك أكثر … “
وفي نصّ ( افتش عنك ) نقرأ :
” عندما غادرتني ..
صار ليلي غابات ضياع..
…….
كنت افتّش عنك بصمت
وأبكي بصمت
حتى صار الفضاء يردّد صدى صمتى.”
وهدى ،” عنقاء الياسمين “* وعاشقته ،تنسّمت عبقه ، وعانقت أشجاره صباح مساء ، حين ترعرعت في دمشق ، وفي جامعتها أبحرت في الأدب الفرنسي قبل أن تدرّسه في مدارسها ، تكتب في مختلف الأجناس الأدبية ، لديها مخطوط قصصي وآخر شعري ” ذات مساء ” قيد الطباعة ، وممّا جاء فيه:
(احتل سمائي )
” أنتظر شروقه وغروبه
أنتظر ظهوره وغيابه
هو غيمة دخلت حياتي
هو قمر احتل سمائي
وله ابتهالاته
هو لي مثل العطر للورد
……..
مثل الدروب والفصول
ومثل النبض للقلب
يطوف في دنياي
ويطوف
وترتمي نجومه
في شعري حروف ”
وشاعرتنا ، لم تقارب القصيدة التقليدية ، فقد حر ّرت يراعها من قيود الفراهيدي ، لتكون حداثيّة ، هي شاعر ة ،،ومضة ،، بامتياز وتراها :” حالة شعورية أسرع في رسمها بأحرف على ورقتي وغالبا ماتكون ملقاة على طاولتي وحيدة، فتحيا من جديد وتلحق بأشباهها من الومضات دون أي تعديل”## على هذا النحو من البوح العفوي :
*كيف أستطيع أن أمسح توقيعك عن مساحات أيامي؟ *
*” معه اكتشفت أجنحتي للمرة الأولى
سعيت إليه مشغوفة بكلماته
تسلّل إلى دماء حبري
وألقى دمع أيامه على كتاباتي
سرت معه على حبل ممدود بين النجوم .
وكما وضع أول نقطة على سطر الحبّ
وضع توقيع النهاية على سطر حياتي”
*التقيتك: ودهشت كم كنت ميتة بدونك ،وكم كنت حياً في قلبي!! *
# ،، همسة حب للشآم “
((شآم ….يا درّة الشرق أنت حبيبتي
لؤلؤة الكون يا قصيدتي
في الغوطتين وقاسيون ذاكرتي
وفي بردى شهيقي وزفراتي
شآم يا مورد الحب الأبدي
منحتك روحي فاقبليني
عاشقا هام اشتياقاً لقبلة الجبيني ))..
*هدى ..
# شهادات :
الشاعرأديب نعمة ، وفي تصريح خاص ل ،، أزهار الحرف ،، وصف الشاعرة هدى بأنّها (( أديبة راقية، من أديبات الصف الأول اللواتي أبحرن عميقا في بحار اللغة ، واستخرجن نفائس الدرر الأدبية لتزيّن صفحات الأدب، وهدى تعتمد الصورة الأدبية الموحية ، وتجنح إلى استخدام الرمز الشفاف))..
الدكتورة انتصار عبد الهادي نائب عميد أكاديمية القصر الملكي للشعراء العرب وسفيرة السلام، وصفت الشاعرة هدى بأنها :((صاحبة شموخ ز إحساس مرهف، واختيار رائع لكلماتها ، برغم بساطتها نرى في كلماتها الصدق، فعندما تكتب كأنها تعزف لنا أجمل سيمفونية )).
الأديب المصري د. هشام عبد المنعم عميد أكاديمية القصر الملكي للشعراء العرب – القاهرة : وفي تصريح خاص ل ،، أزهار الحرف ،، قال:(( د.هدى عبد الغني كاتبة مبدعة وشاعرة راقية ، تمتاز بالتنوع في كتاباتها ، ومن أجمل ما قرأت لها نصّ (نداء النسيان) ، يتميز شعرها بعذوبة الكلمات ، وصدق المعاني، وأراها گ ،،السهل الممتنع ،،حيث تصل كلماتها إلى القلوب وتصدقها العقول )).
*د. اسية يوسف
أ. هدى عبد الغني، أديبة راقية تستحق الإضاءة على تجربتها الأدبية.. و الإعلامي سعد الله بركات، متذوّق بارع يستحق الإشادة بجهوده .
*الشاعرة حنان حنا :قراءة راقية لشاعرة متميزة.
*الشاعر أديب نعمة
يليق بأديبة سامقة رعت موهبتها منذ الصغر،واكتنزت بذاكرتها ثروة أدبية هائلة ، لتكون المنهل الذي تروي منه ظمأها للكتابة، فتثمر من العطاءات الأدبية ما تزينت به صفحات المنتديات الأدبية في الأقطار كافة، وتشاء الأقدار ان تقع عين الإعلامي المتميّز سعدالله بركات على نتاجها الأدبي ،فيولي هذا النتاج أهميته، بعد تمحيص وتدقيق ليمتشق قلمه، ويقدم دراسة أدبية لمسيرة هذه الأديبة الراقية
*ليلى الشيخ -صدد
تحية حب للشاعرة المبدعة، وتحية احترام للصحفي المتألق في صوغ الحروف كلمات راقية ، وتقديم رائع لشعر مجبول بياسمين دمشقي، فيه الحب والجمال والإبداع .
* نيرمين زينة
“عنقاء الياسمين”!..الإعلامي سعد الله بركات ..يالك من رائع ..وكأنك غدوت بيننا..نحن أصحاب الحظ الكبير، هي من تنثر عبق الياسمين في أرواحنا كل يوم ..جسر موصول بين قلوبنا، ننام ونستيقظ على رقة قلبها..كم أود أن أرسم لك لوحة تقرئك عن صوتها كيف يغزل الفرح في أرجاء بيتنا ….
أردت أن أثني على كلامك أستاذي المبدع ، أطلقت العنان لقلمي، فعاد لي قائلا ” هب لي فرصة حتى يذاكر درسه العصفور”
كل الشكر لقلمك الراقي المبدع الإعلامي الرائع سعد الله بركات، ولكلماتك الغالية التي استحقتها شاعرتنا المبدعة .. أمي الثانية وجدة أولادي هدى عبد الغني أمدّها الله بالعافية ودام رفدها وعطاؤها الإبداعي .
# أبوالعبد أحمد عيسى
أقحوانة من الريحانة …
ها هي تزهر من جديد … ….
ينادونها بالشاعرة ، أم بالأديبة !
أم بسيدة الكلمات ، أم بسّيدة العاشقين !
وهاهم يسمّونها ،،عنقاء الياسمين ،،. ..
تتسابق كلماتها .. وتتزاحم عباراتها الجميلة.
فتبني معجزة شعرية تلامس أفئدة القارئين
فتشعل بهم لهفة الأشواق والحنين …
…….
هذا ما اعتدناه من نسلٍ أدبي وشعريٍ أصيل ….
خلقت بين أبيات أجدادها التي تزاحمت بها قوافي الشعر،وروائع النثر ..ها هي عباراتها
برقتها ودفئ معانيها ، تلامس قلوب العاشقين .
فتنثر حروف الأبجدية بتناغم رقيق ،وتبدع بسيمفونية العشق الروحي ،تلك هي أم الأقحوانة والرياحين ،أمّي الثانية
هدى عبد الغني …..
بأسلوبها الأدبي الفصيح ،الذي يعبّر عما يختلج في أعماق الروح ، بأبسط الكلمات …وأعمق المعاني ..وأجمل الصور ….فتنير درب الحائرين .
مبارك لنا بك أستاذة وأديبة مبدعة
وشاعرة وأمّا حنونة …
أما بعد :
الإعلامي السيد سعد الله بركات :
إني وأقحوانتي آلاء، نرفع رؤوسنا فخرا و تقديرا لما غزلتْ يداك من حروف لامست أفئدتنا وأرواحنا ..
# باختصار وتصرّف ..
# أم العبد آلاء محمد..
يقال لكل امرئ من اسمه نصيب، وسواء كان الاسم عنقاء الياسمين ،أم هدى عبد الغني ،فلها من الإسمين نصيب .الاسم الذي أطلقه عليها الكاتب الإعلامي سعد الله بركات، أم اسمها الحقيقي هدى عبد الغني وأنا أطلق عليها أسم أمي الحنونة ،التي وعينا على الدنيا نفخر ونعتز بها أنا وإخواني ،والآن جاء دور الأحفاد ، دمت أميّ الغالية على قلوبنا عنقاء الياسمين مبدعة متألقة بكل الصحة والعافية ودام الكاتب والإعلامي سعد الله بركات نجماً يضيء في سماء الأدب والأدباء.
**رشا
الشكر الكبير للإعلامي سعد الله بركات على هذه الكلمات الجميلة وهذا التوصيف الآخّاذ الذي لا يقل شأناً في إبداعه عن إبداع الموصوفة.
# ليلك برس / أزهار الحرف