Views: 37
مشاركتي في كتاب ،، ثمن الحرية ،، للشاعر ناصر رمضان عن
ديوانه نزيف الغربة…
*بقلم سعد الله بركات**
الدواوين العشر ون للشاعر ناصر رمضان عبد الحميد ، رئيس ملتقى الشعراء العرب ،تلفتك بعناوينها ،من :” قالت لي أمي ، ترانيم روح ، شموخ” ، إلى” أنا أصداء أغنيتي ” حتى أنك تحتار فيما تختار ، لكن سرعان ما استوقفني ديوان ” نزيف الغربة ” وأنا الذي كتبت أوراق غربتي ” دار المقتبس بيروت ودمشق 2022 ” .
أول ما يستوقفك في الديوان[ 102 صفحة من القطع العادي ] ، إهداؤه إلى روح صديقه اللبناني م. رشيد عبد الرحمن التنير( 1) ، ص 3 على ما ينطوي ذلك من وفاء ،ومن مودّة عابرة للجغرافية .
أما المقدمة ، فلاتغرّد خارج سرب الديوان وما عناه ، حين يتوقف الشاعر فيها عند تمزيق أحد الشعراء ، دواوينه على أثير برنامج تلفزيوني ، ليعدّه خطأ ” بحق نفسه، وحق الشعر و الشعراء” ص 7 ، تراه يشدد على ضرورة عدم تسرّب القنوط ،إلى نفس الشاعر ، انطلاقا من مهمة الأدب الأ سا سية، الحثّ على الاستمرارية ، وزرع الأمل في نفوس الأجيال ، كونه نسغ الحياة للخلاص من أي معاناة، مادية أو غير مادية ، ونحن نعرف أن الكتابة ،، والشعر لا يسمن ولا يغني من جوع ،، ص7 وأما لم نكتب ف “لأننا نحب الشعر….. يجعلنا نفكر خارج سرب القبح والكراهية ..الشعرحرية، نخلق بها صوتنا المسموع ..”ص8 -9.
تراه لايتوقف هنا ، بل يدعو في قصيدة ،،فلسفة،، ص25 الشعراء ، إلى عيش الواقع دون،، تفلسف،، يغربّهم عن الناس حين
” ينسون دورهم العميق، و يعمدون إلى القشور
والشاعر الناسي ، يظل مثل ربان ضرير
لا فيلسوفا صار يهدي الناس من أمر خطير
أوبلبلا يشدو فتشهق من أغانيه الطيور
بل صار ندابا ،كبوم أو غرابا في القبور “ص 25-27
ليس في قصائد الديوان الـ16 وومضاته ، الصادر 2023 عن دار ،، اسكرايب للنشر والتوزيع في القاهرة ،بالتعاون مع ملتقى الشّعراء العرب ،ما يشي بمعاناة بعاد عن أرض وديار ، ربما قصد الشاعر ،أو عاش غربة من نوع ما ، والغربة ليست فقط مكانية ، ثمة غربة زمانية ، وغربة قيم وأفكار، غربة البعاد عن المكان قد تجد علاجا ، بتواصل ، أو زيارة أوعودة، وإن في خريف العمر ، كما فعل ويفعل كثيرون، ومنهم أدباء مهجريون .
ولعلّ الأمل بذلك وحلم العودة أو الخلاص ، سبيل علاج ، وتيمة حبّ يحتضنها في جوانحه ، من اضطّر لاغتراب ما ، والحلم نسغ الأدب ، فشاعرنا يتوقف عنده في 3 قصائد ،،حلم ،،ص 16 و،،نشيد ،،ص63 ، على نحو ما يعزّز ذاك الأمل في قصيدة ،،الحالمون ،، فلا يعتبرهم خياليّين :
” الحالمون..نفوسهم ..نور وحب
والطائرون على بساط الريح شهب
….
خلقوا ككل الناس من روح وقلب
أوحى لهم بالحب فوق العرش ربّ ” ص21-23
والحلم يداوي ،، غربة الزمن ،، وغيرها فكل من يعاني من غربة ما، يحلم بخلاص ، والزمن يحمل له ذلك ، وإن يفاقم معاناته كما في ،، ويجيء العام ،،:
” فأعود وحيدا ..وأصير بعيدا …أتشبّث بالأحلام العذبة …أفتح شبابيك الظلمة ” ص 11
وأما ،،الغربة الداخلية ،، فجروحها مديدة الأثر، صعبة الالتئام ، ومن يعيشها ، كالقابض على الجمر ، فيما تداعياتها غائرة في النفس ، وأحسب أن عنوان الديوان ، يوصّف الحالة ، ببلاغة الإيجاز ، النزيف لا يكون إلا من جرح ، والغربة ببعديها ، جرح عميق ، ينزف عقولا وطاقات ، أو يعطّل قدرات ، وتتداخل فيها عوامل داخلية وخارجية ، يستغلّها تجارة الأزمات عبر ،،مراكب الموت ،، فتزدهر تجارة البشر على مرأى من يتفرّج ،إن لم يكن يشجع ، من كلا الضفتين .
في قصيدة ،، نزيف الغربة ،، التي وسمت الديوان بعنوانها ، روعة وصف ورسم لتوق وحنين :
” كغربة الماء…حين السيل يأتيه …
يمضي بلا وجهة واريح تلقيه
يروي الزروع ويسقي الناس أغنية
ودمعة الشوق تجري في مآقيه ” 14-15
في توجّه في بداية لزملائه المبدعين ، أن يعوا دورهم ،فلا ينزلقوا إلى يأس ، وفلسفة ، إدراك تام لأهمية هذا الدور ومداه ، في مخاطبة الناس جهارا نهارا ، وبلا وجل قصيدة ،،اجهر ،، ص 31، وزرع شتلات التنوير في النفوس ،علّها تزهر بقيم الحب التي يفوح عبقها من بين ثنايا قصائد الديوان وصفحاته ، محمولة على أسمى المعاني من شموخ بحب الوطن :
” كالنخل سوف تظل رأسي كالسماء العالية ..
بالحب ارفع منزلي …كذرى الجبال الراسية ..
أفديه أفدي مصر بالدماء الذاكية ..
لتظل ّ مصر عزيزة شمّاء فوق الرابية ” ص 47-49
على أن فخر الشاعر بوطنه ،، مصر،، لا يأخذه لانغلاق ، وهو العروبي هوية عملانية ، في تأسيسه. إدارته لملتقى الشعراء العرب ، وهو الذي ،،غنّى لعيني دمشق ،، ولبنان واليمن وغيرهما .
وفي مرتبة تالية من الحب الذي يؤججه بعاد ما ،نراه يرتّله في قصيدة أمي :
” يامن على سطري أرق من الندى وأعزّ من شمس الضحى بفلاتي
…
يامن على قلبي أحب من الشذا. وألذّ من وقع الهوى بهداتي
….
أنا ما حييت بغير حبك حارسا. يانور عيني في رؤى خطواتي ” ص 36-38
ومن إحساسه المرهف ، تسمو عاطفة الغزل عشقا نقيا لجمال ، وأنثى :
” عيناك..،آه من عيناك ..
يتغلغلان بمهجتي وحراك ..
……..
عيناك لؤلؤتان من قطر الندى..
الله من وهب الحلا أعطاك ..”ص 42-46
لكنه في قصيدة،، أزهار،، سيكون أكثر وضوحا حيث الهوى يلهب بوحه :
” أحبك قلتها سرّا. وفي جهري أسحاري
ورتّلت الهوى نغما ليلهب فيض افكاري “ص 69
وعلى مارأت الشاعرة ،، رنا سمير علم ،، في قراءتها للديوان ، أن (( الكاتب وضَعَ قلب [محبوبته ] في قلبِه عبر خريطة أشعار الحبّ التي يُغَلّفُها الجنون، هو الذي يُمسي دون الحبّ تراباً، يعيش الشاعر الوحدة ويرنو إلى العِشق الذي يُشعِلُ قلبَه فينتصر،كيف لا وهو شاعر مرهف الإحساس؟
لقد أفرَغَ الشاعر في قصائده حبّه وشوقه ووحدته وعذاب الحبّ المستحيل بالسّواد على الورق ، وجعل الشوق يجري عبر شرايينه فشعرنا معه بالحزن والأسى على حبّ غير موجود إلّا بحروفٍ من غزل الكلمات الراقية.)).
مسك الختام، بوح شفيف رفيف من 15 ومضة لماحة فكرا وتعبيرا على نحو ما جاء في 8:
” أنا إن لبست الشو ق ، مثل قصيدة …وزّعت ابياتي على الأكوان “ص 78
هكذا تتنوّع موضوعات الشاعر مضمونا ، بما يلامس المعاش ، فلا يقفز لمتخيل إلاّ ليخدم الواقع ، فلا يتناساه ، وفي الشكل جاءت قصائده حداثية في أغلبها ، وإن لحظت القافية بين حين وآخر ، فللمعنى ،ولجرس موسيقي جاذب ، كما لم تغب القصيدة العمودية بعروض الفراهيدي ، كما واضحة في قصيدتي ،،أمي،، ص 36 و ،، صمت ،، :
” صمت المريد بكل مافيه دعاء
ودعاؤه فجر أغرّ ذو صفاء
فجر يسبح للجمال وللرجاء
فجر يشق حجاب صمتك ياسماء “ص50-51
أما سلاسة اللغة والتراكيب ، فلا تفارق القارئ ، وهي تحمله إلى عالم من جمال التعبير ، والصور البلاغية المحببة بلا تكلف ، على نحو ما حملته الشواهد وغيرها على سبيل المثال ، لا الحصر .
يتضمن الكتاب بغلافه الأنيق والمعبّر ، نبذة مفصلة عن مسار الشاعر الإبداعي ، وعطائه شعرا ونثرا ونقدا ، وعن نشاطاته الأدبية والفكرية ، ماترجم له، وما كتب عنه ، والحوارات الثقافية التي أجراها ضيفا ، أو مضيفا ، على صفحات الورق أو فضاء النت ، والأثير المسموع و المتلفز ، والدوريات والمنصات التي كتب فيها داخل مصر وخارجها .
في رصيد شاعرنا ، أكثر من 70 إصدارا، ما بين الشعر والنثر والنقد، كما صدرت له المجموعة الكاملة (شعر) في 5 أجزاء ، وهو عضو فاعل ونشط في عديد الملتقيات الأدبية على الساحتين العربية والعالمية ..
وجاءت هذه الدراسة ضمن كتاب ،،ثمن الحريّة ،، لصاحب الديوان الشاعر والناقد المصري ناصر رمضان عبد الحميد ، الذي صدر حديثا عن دار اسكرايب في القاهرة بالتعاون مع ملتقى الشعراء العرب الذي يرأسه الشاعر ناصر
شهادات :
*الشاعر أديب نعمة:
الغربة مؤلمة جدا، وحنين المغترب لأهله ووطنه لا ينقطع، فما قولك إذا كان من عانى غربة ما ،أديبا شفيف المشاعر محبّا لوطنه ، فإنه بدون شك سيترجم المعاناة بشقيها ،أشعارا تلهب الوجدان ،إنه الأديب الألمعي والشاعر الفذّ ناصر رمضان، مدير ملتقى الشعراء العرب الذي تناول ديوانه،، نزيف الغربة، بالدراسة والتمحيص الكاتب الإعلامي سعدالله بركات، فسلط الأضواء في دراسته على إبداع الشاعر ومعاناته من ،،نزيف غربة ،، وما اشتعل في صدره من إوار حبّ الوطن، لتصبح هذه الدراسة نموذجا يُحتذى ،في بيان الرابط الإنساني بين من يبارح وطنه ،ويغدو فريسة الشوق والحنين للجذور ، وهو الذي اتحفنا ببوح شفيف في أوراقه عن وجع الغربة، فجاءت دراسته هذه مميزة ضمن كتاب ،،ثمن الحرية للأديب ناصر.
تحية اكبار لهما شاعرا وإعلاميا يسهمان بدفع المسيرة الادبية للإعلام الراقي .
*د. آسية يوسف – شاعرة وناقدة:
“دراسة شيّقة و جهد مشكور للكاتب الإعلامي
سعدالله بركات ،يستحقه الأستاذ المتميز الشاعر ناصر رمضان،احترامي و تقديري لكما شاعراً و إعلامياً”
*الشاعرة هدى عبد الغني، عنقاء الياسمين :
“عندما يتواءم مبدع ومتذوّق ، نكون أمام إشراقة أدبية بنكهة فريدة . ومن جديد يتحفنا الكاتب الإعلامي سعد الله بركات بهذه النكهة ، وها هو بحرفيته يمتعنا بذائقته بكل ألقها ، فتضفي شعاعا يضيء متاهات العتمة ، وتترك أثرها في الذاكرة ، دمت ودامت إشراقة حروفك ،كيف لا ! وما تنثره من ألق هو لنتاج الشاعر المبدع ناصر رمضان عبد الحميد عن ديوانه ,,نزيف الغربة ,, وهو الناقد المعروف وصاحب الدواوين العشرين ، فألف مبارك شاعرنا الكبير”
*الشاعرة نازك مسّوح:
” دراسة مستفيضة وجهد رائع، دمتما بوافر الألق والبهاء والعطر ،الكاتب والإعلامي سعدالله بركات والشاعر المبدع ناصر رمضان“.
* الشاعرة مريم كدر
مقال جميل كتبه إعلامي متمكن صاحب يراع بارع ومتذوّق للكلمة الجميلة والصور البديعة، لايألو جهداً في خدمة الأدب الأصيل ، وقد وضعنا في أجواء الديوان بلغة سلسة وأحاط بمتنه مبنى ومعنى.
وصاحب ديوان،، نزيف الغربة،، أ. ناصر رمضان عبد الحميد ، أديب وناقد ألمعي موسوعي المعرفة، وشاعر مطبوع تنقاد له اللغة ويمسك بناصية الفكرة، ويصوغها بعبارات شذية الألق يصل عبقها إلى المتلقي فيعطر روحه بعبير بهائها.
وإضافة إلى كتاب (ثمن الحرية) الذي تضمن دراستي أعلاه ” عن ديوان ،،نزيف الغربة ،، للشاعر ناصر صدر معه أيضا 4 كتب :
= كتاب (الإنسان الشريحة) مقالات ودراسات وحوارات
= ديوان (النداء الأخير) شعر ، ولوحة الغلاف الفنانة اللبنانية ندى بداوي
= كتاب (صراع الأدمغة) مقالات ودراسات وحوارات.
وكتاب (الإنسان وفيزيائية الإبداع) نقد..
*وقد راجعت الكتب الخمسة لغويا رانيا الشريف ، و صمّمت أغلفتها ، الفنانة اللبنانية منى دوغان جمال.
*كاتب وإعلامي
==========
- زوج الشاعرة اللبنانية غادة الحسيني أمينة سر ملتقى الشعراء العرب الذي أسسه ويرأسه الشاعر ناصر .