Views: 3
_______________________
كعجوز تتحسر على ما أضاعته من العمر، تلوّح بمناديل الوداع لعام لن يعود أدراجه ، علبة سكاكر على عتبة الطريق تستفز عطفها وتراوغ طفولتها البريئة.. إنه اغراء العلب المقفلة والهدايا المخبّأة في صرة المجهول .
مستمرة تحاول المرور على حبل معلّق بين كفي الحياة، تقف على حافة الهاوية.. في القاع حزمة أحلام عالقة بين شقوق العتمة .
زينة وبهرجة على مدخل العام الجديد عيناها تأبى الغوص ، في بريقها الجارف تكابر ، ترفض احتضان الأشياء المؤقتة وجرعات الفرح المسكنة.
ذاتها المنكسرة تبحث عن زاوية لا تصلها أصوات المغنيات، ولا حركات الراقصات اللواتي تكاد تلتهمهم عيون الإنبهار الكاسرة، أما هي روحها ترقص من الداخل سواء لتنفض عنها اليأس أو لتمنحها حق ممارسة طقوس السعادة ..
عذرا .. هي لم تكن مسنة بذاك القدر الذي وصفته ، لكن تجاعيدها نقشت عليها مآسي الزمن وشما لا يمحى،
كل القبل المطبوعة على جبينها كانت مزيفة .. بداخلها صغيرة تحتاج لقبلة صادقة من شفاه الأمل .
تحتاج لممحات تزيل تجاعيد قلبها لتحذف الإلتواءات التي اغتالت روحها عند المنعرجات آلاف المرات.
طفلة عزمت أن تنتقم للعجوز بباقات الورد ، تنثر عبيره على جسدها المتهالك و تمنحها ثوبا مزهرا بلون الحياة، أن تخرج براعم الحب من روحها الخصبة .
نحتاج للخروج من صناديق الموتى ، لنحفر القبور بفؤوس الماضي .. يوارى الحزن مثواه الأخير ونترك الفأس عند حدود عام مضى ، لنولد من جديد بين أحضان الأمل.
–
Discussion about this post