Views: 1
كالذين هبطوا من السماء كتبت
(طوقان الأثير أم حسام)
حورية منصوري
فتسائلت : ” هل أنا من كتب أم ان الله الهما تكتب ؟ ” ))
ربما كان بامكاني أن أنجو لو أنني فوجئت بحفرة أمامي أو بشاحنة أو بساتر أسمنتي ،
لكنني أرتطمت بــ(لهيبُ الصٌَبا…
و هذا حادث لا نجاة منه…
لم تخترقني خاطرة كرمحٍ إفريقيّ طويل و حاد كما اخترقتني هذة القصيدة أول مرة ، و كأنها بلورة سِحريّة جُمِعَ فيها كُل ما تود ان تكتبه يوماً ما.. .
حين يأتي الحرف على قدر الوجع يعود الوجع ليراقص
…ذاك الجرح الممزق داخلي….
لهيبُ الصٌَبا…
حَرُورُ الصَّبَا كالجَمْرِ فَاقَ التَّحرُّقَا
ومُذْ غَادَرُوْا إنِّيْ أُلاَقِيْ التَّمَزُّقَا
بِدُونِهمُ الْأَيَّامُ خَرْسَى، ضَريرَةٌ
وَما بَانَ خيْطُ السَّعدِ والحَظُّ أَخْفَقَا
وذكرَاهُمُ الأَبْقَى، تُجاوِرُ مقْلَتِي
وماكُنْتُ أنْسَى أَوْتَنَاسَيْتُ مُلْتَقَى
إذا الدَّهْرُ أبْكَانَا فمانَفْعُ بَسْمَةٍ
تذُوبُ، وماجَدْوَى ابْتِسَامٍ تزَوَّقَا
وتعْزِفُنِيْ قِيثَارُ ذِكْرَى، فأنْحَنِيْ
أمَامِيْ… كأنَّ الأمْسَ غُصْنٌ تَوَرَّقَا
أرانِيْ عَلى الماضِي أَحُطُّ مَسَرَّةً
على ظعْنهِ الخالِي أطُلُّ تَشَوُّقا
وأحْسِبُنِي طَيْفًا تَمَرَّدَ جَهرَةً
منَافِيهِ أوهامٌ تُجِيدُ التَّمَلُّقَا
وللآنِ أمْواجٌ تمادتْ وسَطْوَةٌ
من الآهِ.. تجتاحُ الفؤادَ المُحَلِّقَا
وأي اقْتِرَابٍ مِنْ سرابٍ مُخَيَّمٍ
يدَثُّرُ ذِكْرى كَثَوْبٍ تَمَزَّقا
أحُومُ علَى طَلٍّ لعلَّ سُكَّانُهُ
يَؤُوبُونَ أَمْ قد يَطمَسُون الحَقَائِقَا
فهَيهاتَ أمْواتٌ يعودُون للدُّنا
وهَيْهاتَ بَعْدِ الأهلِ أغْدُوْ مُزَقْزِقا
طوقان الأثير أم حسام
حورية منصوري
…………………….
إنها االنايات التي تُعيدك
(للهيبُ الصٌَبا…
وحَرُورُ الصَّبَا)
حد التمزق..!!
وتخلق فيك أطواراً من الدهشة ،
وهي تُعيد نحتَ
فكرك ، ومضةً بعد حرقة..!!
تشعل الجمر
من تحت الرماد حد الحرق
ويبقئ لسانك مصلوباً
بين الكلمات حد الآرق!!
فــ أي قيثار حروف هذه
اللتي تجعلك تنصتُ لإيماءات
أصابعِ وهي تتقن الأوجاع ،..
ؤاي ترانيمـُ هذه
التي لا يحفظـُها إلا رعاة الصباح
الذين يصنعون النايات
من قصب الحرقة ..
وكيف استطاعت أن تترك لي
شهية حزن لاتشبهها ابدأ اي شهية
ووجع يكفيني لسبعون خريفاً!!
وإلى أين يأخذني الوجع في قصيدتك!!
بعض جروح لاتحتاج حلولاً أبدآ
هي فقط تحتاج
لقطب كما أنتي أستطعتي
أن تقطبيها بالقصائدِ
فقط
و تبقى الجراحُ التي
قُطِّبتْ بالقصائدِ أحلئ
رغم مرور مواسم الغياب الطويلة
إلا أنني كنتُ هنا الليلة
حبيساً في (حَرُورُ الصَّبَا )
في هذهِ البقعة الداكنة من الليل.. أحتطب الشعور نفسه..
وبنفس هذا الإيقاع الكئيب …
أقتفي أثر ذكريات ممزقة
وليست ذكرئ واحدة!!
أوجاع ستَبقى في ذاكِـرتي كثـيرا !
أوجاع ..!؟
كانت مُفعمةً بحزن طويل ..
كان يتّسع الخَوف والقلقُ فيها !
أوجاع ..!؟
مَـلأى بتفاصيلٍ ؛ مِن ألمٍ غير مُتاح للرؤية !
في تلك الأوقات ؛
كُـنّتُ أقفُ على حافّـةٍ ما ..
حافّـة موحِشة ..وأحاولُ
طيلةَ الوقت ؛
إقصاء الألَم بطريقةٍ ما ..
لكن ؛ دون جَدوى ..
فقد كان الألم يتنفّسُ فيني !
تلك أيام ؛ كُـنّتُ أخشَـى
أنْ تنتهي بشي لا يُحتَمل !!
كُـنّتُ أقولُ..
يالله كيف أكمل الطريق!!
وأحدهم ينام في عيوني؟!
ولا أعرف كيف عبرتُ
كل هذا الحزن وحدي..!!
ذكريات تجد روحك
عائداً مِنها دونما شَفقة
أوجاع انتهتْ ببركة الدعاء ..!!
لكن ؛ مِن المُستحيل نِسيانها !.
لكنها والله أيام ثقيلة ومؤلمه..
ومرت .. لكن
الطفل النائم داخلي
كلما أستيقظت حَرُورُ الصَّبَا..
اطعمته ملامح (ذكرَاهُمُ الأَبْقَى)
الآن يوما بعد يوم
أمارس حياة جديدة
بحزن أكبر !!!
في الأمس مثلآ..!!
ارتديت ذكرى قديمة
بعطر مألوف…
ولهيبُ مألوف…
وحَرُورُ مألوفة
اليوم مثلآ..!!
الأشياء
مؤلمة…
مليئة بالشجن مهترئة
كــ…خريف العمر..!!
وغداً مثلآ..!!
أدري
أن ماحدث
انه لن يتكرّر
وأحزن على وقت
لم يعد يأتي!!…..
عيسى أحمديني
Discussion about this post