Views: 1
ظمأ الانتظار
الشاعر الدكتور جهاد صباهي
قادمٌ من ظمأ الانتظارِ
على ظهرِ قصيدةٍ مستحيلة
أبحثُ عن كلماتٍ ضائعةٍ
أبحثُ عن وسيلةْ
أجاورُ بها القمرَ والنجوم
عابسةٌ هي الغيوم
أحثُها على الهطولِ
لتعيدَ للمطرِ عافيةَ التكرارِ
قادمٌ من ظمأ الانتظار
قادمٌ إليكِ
عبرَ سراديبَ مخفيَّة
أجرُّ خلفيْ تاريخاً
تفوحُ من ثيابِهِ رائحةُ الخيبات
أُقفزُ فوقَ بحرٍ من الشُبُهات
الدمارُ يلاحقنيْ
يصرُخُ بيْ
عُد من حيثُ أتيت
قصيدتُكَ مفخخةٌ بكلماتٍ كِبار
إياكَ أن تفتحَ بابَها
سينهضُ الموتى من قبورِهم
يتبعونَ خُطاكَ
يسألونَكَ عن جياعٍ وُئِدوا في جوفِ الحِصار
قادمٌ من ظمأ الانتظار
أُعاندُ الغروبَ
لا أُريدُ أن يموتَ شروقُ الشمسِ
على أطرافِ المساءْ
لا أريدُ أن يكونَ القمرُ مجردَ ثقبٍ في السماء
لا أريدُ أن تُصابَ القصيدةُ بالإغماءِ
وأوزارُ الفرقةِ تُحاصرُها خلفَ جدارْ
أما من قرارْ
أما من قرارٍ
يُخرجُ الأحياءَ من القبور
يُعلقُ نياشينَ الانتصارِ على الصدورِ
يُطفيءُ النار المشتعلة في الصدور
تعبنا من ليلٍ يتقلبُ مزاجُهُ
من قهرٍ يحاصرُنا سياجُهُ
من أحلامٍ تندبُ حظَها ليلَ نهار
قادمٌ من ظمأ الانتظار
عصيَّةٌ على فمِ المحوِ بلادي
كل من حاولَ مضغَها تساقطُتْ أسنانُهُ
هي أرضي وليسَ في قلبي سواها
ترابُها الملتصقُ بجلدي مثلَ ثوبٍ قديمٍ
تُقشرُهُ الذكريات
تٌقشرهُ الريحُ العائدةُ منذ آلافِ السنين
تُقشرُهُ المسافاتُ وحقائبُ الرحيلِ
تُقشرهُ الخيامُ الشامخةُ في وجهِ الإعصار
تُلقنُ العابرينَ سرَّ البقاء
أيتها الأرض
انزعي عن وجهِكِ الغِطاءَ
دعي ملامحَ التاريخِ تنطقُ بلغةِ الضاد
دعي الصرخةَ تكسرُ قيدها
تٌزلزلُ أبواقَ الجبناءْ
تُحيكُ أكفاناً لغُرباءٍ استوطنوا الديارْ
تُلقِمُ فمَ الظلامِ بحجرٍ من نار
قادمٌ من ظمأ الانتظار
د جهاد صباهي
Discussion about this post