Views: 0
غربة الروح
أرابك الدهرُ أم زلّتْ بك القدمُ
أم خانك الحظُ والأحبابُ إذْ صَرَمُوا
أم ضاق صدرُك من شوقٍ يُكابِدُه
والشوقُ في الصدرِ عاتٍ سيْلُه عَرِمُ
أم ملّ قلبُك من وهمٍ يُطاردُه
فنال من روحك الإرهاقُ والسّأمُ
أمِ اسْتبدّتْ به ذكرى تراودُه
فالقلبُ ذاوٍ بَرَاهُ الحُزْنُ والألمُ
أم هاجك البيْنُ إذْ شَطّتْ منازلُهم
فضقت ذرعا وحبلُ الوصلِ منصرمُ
أبكاك صدُّ من الأحبابِ إذْ ظَعنُوا
والدمع فاض على الخدّين ينْسجَمُ
تبكين عهدا مضى طاب الوِصالُ به
لا ضيْرَ فالطفلُ يبكي حين ينْفطِمُ
ما بالُ حرفك قد أمسى بلا شغفٍ
هل خانك الحرفُ أم أزرى بك القلمُ
ماسِرُ حزنِك في نظْمٍ وقافيةٍ
ماعاد في بَوْحِك الترْنيمُ والنّغمُ
أحَاور النّفسَ في صمتٍ أُسائِلُها
بلا جوابٍ فلا لاءٌ ولا نعمُ
يا غربةَالرّوحِ حينَ التيهُ يأْخُذُني
لا البالُ صحوٌ ولا الأوهامُ تنْفصِمُ
والروحُ ثكلى بها الأرزاءُ قد جُمَعتْ
السهوُ والتيهُ والخذلانُ والنّدمُ
بعضُ الجراحاتِ لا تُشفى مواجعُها
هيهات جرحُ بعمقِ الروحِ يلْتئِمُ
يا ضيعةَ العمْرِ والأيامُ تَنْهشُه
ولى الشبابُ ودبَّ الضعفُ والسّقمُ
إنَّ الحزينَ وإنْ أخْفى مواجِعَه
في وجهه غيمة الأحزان ترتسمُ
لا تَتْبعِ القلبَ إنَّ القلبَ ذو شَجنٍ
ماخابَ ذاك الذي لِلْعقلِ يَحْتكِمُ
وفازَ منْ كان ذا دِينٍ وذا خُلُقٍ
وذا يقينٍ بِحبْلِ الله يعتصمُ
العنقاء نصيرة حميميد
Discussion about this post