Views: 4
…. تحت المجهر ….
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن والاه وبعد
مما اهتديت إليه هذا الاستدلال فإن كان صواباً فمن الله وإن كان خطأً فمن نفسي و أسأل الله أن يهدينا الصراط المستقيم
لماذا لا تصح الجملة الإسمية أن تكون شرطا فيما عدا شرط لولا ولوماً ؟
نجتهد في الجواب مستعينين بالله ونقول :
لأن الجملة الإسمية نتيجة للفعل وليست فعلاً فأنت لا يُمكنكَ أن تصفَ بقولك: (فلانٌ صادقٌ) إلا إن تَرتّبَ عليه فِعل الصدقِ
فإمّا أن يكون قد صدق فعلاً أو إنه تَكرّر صدقُه في الماضي فأخذ الصفةَ السيكولوجية ليكون فيه الصدقُ سجيةً تُؤهلهُ لِيصدقَ في المستقبل أو إنه يَصدقُ لتوّهِ
والفِعل في كل أزمنته يكون تحت طائلة الطلب وإن لم يظهر فالإنسان مثلاً حينما يريد الأكل فثمة شيء أمرَهُ بذلك وهو دافع الجوع في الغالب فكأنما قيل له (كُلْ)فراح يأكل ليكونَ قد أكلَ فنُطلقُ عليه النتيجة (هو آكلٌ)
والشرط هو طلب لفعل لم يحدث يترتبُ عليه فعل يكون نتيجة له ولم يحدث أصلا وان كان أحدهما ماضياً أو كلاهما فإن جملة (إن تدرسْ تنجحْ) جملة شرطية أخفَت طلباً في طيّاتها والأصل طلب النجاح فهو الغاية المرجوة وفعل الشرط ما هو إلا سيرورة لطلبٍ مزدوج فكأننا نقول له: (انجح) وهو غاية الطلب فيكون السؤال: كيف سأنجح؟ فنقول له: ادرسْ تنجحْ ولكنه بالخيار فجاءت أداة الشرط لتُظهر القانون متحرراً من الطلب ليكون خياراً الغاية منه مقترنة بتحقق السبب
فالشرط بناء هرمي للأزمنة يباشر أعلى الهرم يكون بطلب حدوث فعل من المستقبل يُفعَل في الحاضر لِيُسجَّلَ في الماضي وتأتي الجملة الإسمية لِتَصفَهُ
ألا تلاحظ معي أن أداة الشرط (إنْ) أمَّ الأدوات وكل أداةِ شرطٍ لا تعمل مالم يتحقق فيها معنى (إن) وهذه الأداة مؤلفة من همزة تشير لبداية فعل الأمر وتنتهي بنون الكينونة وكأننا نُشير رامزين بها لهذه الجملة (افعلْ يتحققْ)
لنا شرح مطول عن معاني النون والهمزة في لقاء آخر بإذن المولى
ودمتم سالمين
والحمد لله رب العالمين
من كتابي كيمياء الحروف
شاعر النيرب مجد ابوراس
Discussion about this post